
تمثل حضرموت كهوية محلية جزءا هاما وأساسيا من الجغرافيا السياسية اليمنية، قوة بالغة التأثير، تصف هذه القوة بالحيوية بسلوك اللاعنف.
تمتلك الهوية الحضرمية، بعمقها التاريخي الثقافي والفني والرأسمالي قدرة على التأثير تحت أي ظرف متجاوزة في كثير من الأحيان الواقع المحلي والقطري الى جغرافيات مجاورة وربما ابعد من ذلك.
ومن هنا اعتقد ان الوضع السياسي اليمني لم يخلق المناخ الملائم لفتح الأبواب للإستفادة من التنوع المحلي والطاقات المحلية، وظلت الدولة المركزية في المراحل المختلفة تنظر للجغرافيا المحلية من خلال فكر الدولة الريعية المتخلف.
واذا نظرنا لحضرموت خارج إطار فكر الدولة الريعية فسنجد ان حضرموت لديها الأرث التاريخي المعزز بالخبرات الرأسمالية المقتدرة على المشاركة الفاعلة في ترسيخ وبناء المستقبل الرأسمالي المنتظر والذي يقتضيه التحول والتكييف مع المعطيات الجديدة.
وبعيداً عن تعقيدات اللحظة ومسمياتها تحتاج حضرموت لمساحة أكبر لكي تساهم في مرحلة التحول.
تابعت ماقاله الشيخ عمر بن حبريش، يعكس كلامه حالة الفراغ وغياب مشروع التحول المحلي، وحول المطالبة بحكم ذاتي فالفكرة ليست جديدة في الفكر السياسي اليمني فمنذ وثيقة العهد والاتفاق مروراً بفكرة الحكم المحلي التي قدمتها بعض الاحزاب ومنها المؤتمر الشعبي واخيراً فكرة الأقلمة والدولة الاتحادية.
وعليه: من حق الحضارمة ان يفكروا في الطريقة التي تناسبهم في التحول مع عدم تكرار المكرر والتخوين.. وهلم جرا.
انني اومن ان الحضارم قوة فاعلة يجب ان تكون في صدارة تحولات المستقبل وسيكون ذلك فيه خير لليمنيين، وان تهميش حضرموت قسراً سوف يكون سلبي على الوطن.
وعلى الرغم من حالة الفقر والعوز الذي يعيشه معظم سكان حضرموت سوف تجد ان ابناء حضرموت في المركز الأول وطنياً في قطاع العمل الخيري في اليمن، وهذا يجسد سلوك وطنية الحضرمي كعمل ملموس وليس شعارات. .
نقطة مهمة وأساسية الحضرمي بشكل عام ليس مناطقي ولا عنصري فهو يمتلك هوية تعايشية مع شعوب وأمم شتى في ارجاء المعمورة.
في مأرب المدينة الصغيرة والتي كانت توصف بالنائية، عندما حصل فيها حركة اقتصادية جاء الرأسمال الحضرمي يبحث عن الفرص وهناك رأس مال حضرمي وان كان محدود لكنه تواجد في مارب. واقصد من هذا المثل ان التركيبة الهوياتيه الحضرمية غير منعزلة لا في الداخل اليمني او مساحة أكبر.
واذا كان البعض يتحدث عن هويات جهوية داخل أي جهة ( جنوب – شمال) الهوية الحضرمية هي الغالبة جنوباً ، وتاريخياً شكلت حضرموت أحد الجذور التاريخية لليمن القديم الى جانب سبأ ودويلات اخرى.
ظلت حضرموت البيئة والهوية الثقافية الحاضنة لشرق وجنوب اليمن.
ان تجاوز هذا الواقع التاريخي لحضرموت يعبر عن عدم استيعاب اخطأ الماضي.
ومع ذلك يبقى السؤال المهم والأساسي هل تستجيب حضرموت للنهوض وبناء مشروع التحول الرائد القابل للانتشار والتطبيق في بقية الوطن؟