مقالات

السعودية وحضورها السياسي على الساحة الدولية

مروان الغفوري

بات واضحاً أن السعودية قررت أن تحضر سياسياً، على الساحة الدولية، بما يوازي قوتها الاقتصادية.

بيان الخارجية السعودية رداً على تصريحات نتنياهو الأخيرة حول توطين الفلسطينيين في السعودية غاية في الأهمية. في البيان شكرت السعودية “الدول الشقيقة” دون غيرها، وأكدت على مركزية القضية الفلسطينية، وربطت السلام بدولة للفلسطينيين (مهما طال الزمن، بحسب لغة البيان). السلام وليس التطبيع الثنائي.

وذكرت نتنياهو باسمه لا بصفته،
كما أشارت إلى إسرائيل بال: الاحتلال الإسرائيلي، العقلية المتطرفة المحتلة، الاحتلال الإسرائيلي الغاشم. وقارنت بين “صاحب الحق في الأرض والدخلاء المهاجرين”.

هكذا يعود الصراع العربي- الإسرائيلي إلى البدايات، إلى الخانة الطبيعية، وسيستمر على هذا المنوال مستقبلاً. فقد تفجّعت مقالة على هآرتس بالأمس من استحكام الراديكالية والتطرف من كل إسرائيل، ساسة وجيشاً وشعباً. فالاحتفاء النخبوي من اليمين إلى الوسط، والابتهاج الشعبي الواسع بمقترحات ترامب (احتلال غزة وتهجير أهلها) يعطي صورة مظلمة عن رأي عام إسرائيلي منغلق ومتطرف يريد تغيير حياة ملايين الجيران قسرياً، كما ذهب عاموس هارئيل، كاتب المقالة.

إسرائيل تلك تفجع لأجلها يائير لبيد، قائد المعارضة، أيضاً على هآرتس، ورآها ماضية في طريقها إلى قبضة المتطرفين التوراتيين. إسرائيل التي أسسها يسار ماركسي، بدعم واسع من القوى العالمية الليبرالية والشيوعية على السواء، آلت إلى قبضة رجال التوراة، النسخة العبرانية من داعش. وهي نسخة أكثر صلفاً ووحشية من أحزاب اليمين الأوروبية، تلك التي تشن عليها “الديموقراطية الليبرالية” حرباً شعواء ليل نهار. والديموقراطية الليبرالية خفيفة الدم، الحقيقة. فحين يأتي دورها للحديث عن التوراتيين الجهاديين في إسرائيل، بعد فراغها من هجاء اليمين الأوروبي، فإنها ترخي حناجرها وتقول بثقة: يستحقون دعمنا لأنهم يشبهوننا.

كلمة “النفاق” صارت أكثر دقة من ذي قبل، وهي ما بات الغربيون يسمعونه في كل مكان، كما تحسرت دير شبيغل في أبريل من العام الماضي.

قبل عشرة أعوام أدان أوباما أفعال الرئيس الفلبيني الوحشية تجاه معارضيه، فرد عليه الأخير قائلاً: هذه الوحشية ورثناها وتعلمناها منكم. هل نسيتم أنكم كنتم محتلين لبلادنا، وارتكبتم المذابح؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى