أ/ عمار التام *
المقدمة
شهدت اليمن في تاريخها المعاصر_ ولازالت، أشكالا عديدة من الصراع، تبعا لعوامل تاريخية وظروف داخلية وخارجية، استمرت وتناسلت، وإن توقفت لأي سبب من الأسباب فإنها سرعان ما تعود، وربما أكثر عنفا.
في ظل هذه الفوضى والصراعات كانت جماعة التمرد الحوثي بامتدادها التاريخي والعرقي “الإمامة الهاشمية”، وتحالفها الإندماجي “الثورة الإيرانية- نظام الولي الفقيه”، هي المرحلة الأخطر فكرا وزمانا وجغرافيا في الصراع مع الدولة والمكونات الاجتماعية والسياسية في اليمن قرابة عقدين من الزمن منذ تمردها في صعدة يونيو 2004م.
لا يتوقف خطر جماعة التمرد الحوثي على توسعها العسكري بل لكونها أحد أهم أذرع إيران في المنطقة وتتبنى استراتيجية تصدير الثورة من خلال آليات وبرامج التجريف الفكري والثقافي للمجتمع اليمني وأبرز تلك الآليات والبرامج هي المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية الطائفية.
شهدت الفترة الأخيرة وتحديدا من بداية العام الجاري اهتماما كبيرا في التناول السياسي والإعلامي والبحثي عن خطر المراكز الصيفية والدورات الثقافية محليا واقليميا ودوليا، نظرا للأرقام الكبيرة في عدد المنتسبين للمراكز الصيفية التي أعلن عنها الحوثيون ورصدتها عشرات المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام المحلية والخارجية .
وقد اجابت هذه الدراسة عن السؤال الرئيسي للمشكلة وهو ما علاقة الحرس الثوري الايراني بالمراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية؟ وتمت الاجابة من خلال عرض ابرز التناولات عنها، ومن ثم توضيح دور الحرس الثوري في تصدير الثورة الايرانية وتأسيس تنظيم الشباب المؤمن( جماعة الحوثي) وعلاقاته باستراتيجية التوسع الايراني ( حرث الارض، الابادة الثقافية، اعداد البنية التحتية للارهاب المزعزع لاستقرار اليمن وجوارها الاقليمي)، وما مدى تأثير ذلك على مستقبل السلام في اليمن.
خلاصة الدراسة
سعى الباحث من خلال الدراسة إلى توضيح علاقة الحرس الثوري الايراني بالمراكز الصيفية الحوثية الإرهابية، ولتحقيق هذا الهدف تم الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي من خلال الرجوع إلى المصادر والمراجع والتقارير وذلك لإبراز هذه العلاقة، وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج منها:
أن المراكز الصيفية الحوثية في التناولات البحثية والإعلامية اقتصرت على توصيف السلوك والمخرجات الإرهابية بعيدا عن سياقها الموضوعي وارتباطها العضوي بكيان وايدلوجيا الحرس الثوري الايراني، كما أظهرت النتائج علاقة الحرس الثوري الإيراني بتصدير الثورة من خلال المدارس والمراكز كبنية تحتية لأيدولوجيته الشيعية وقوميته الفارسية، وتبين أن نواة المراكز الصيفية الحوثية كان مرافقا لتأسيس تنظيم الشباب المؤمن بصعدة كذراع للحرس الثوري على غرار حزب الله اللبناني، وتبين الدور الخطير لهذه المراكز في تحقيق استراتيجيات التوسع الإيراني في اليمن “حرث الأرض-الابادة الثقافية-إعداد البنية التحتية للإرهاب “، وأظهرت الدراسة خطر المراكز الصيفية الحوثية كونها معسكرات تدريبية بايدلوجيا الحرس الثوري الإرهابية تمثل تهديد محلي وإقليمي يفشل كل محاولات ومبادرات بناء السلام في اليمن.
التناولات البحثية والإعلامية:
ففي إحاطة تقرير فريق الخبراء لمجلس الأمن الصادر بتاريخ 25/1/2022م’ وتشكل المخيمات الصيفية والدورات الثقافية التي تستهدف الأطفال والبالغين جزءا من استراتيجية الحوثيين الرامية إلى كسب الدعم لإيدلوجيتهم وتحفيز الناس للمشاركة معهم في القتال’ “1″
وفي هذه المخيمات الصيفية يتم التشجيع على الكراهية وممارسة العنف ضد جماعات محددة. وتصدر تعليمات للأطفال بالهتاف بشعار الحوثيين “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام، اللعنة على اليهود”. وفي أحد المخيمات كان الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 7سنوات يتعلمون تنظيف الأسلحة وتفادي الصواريخ’.”2“
وقد خاطب مندوب اليمن بمجلس الأمن السفير عبدالله السعدي في جلسته المنعقدة في 17/6/2022م إن’الميليشيا الحوثية تقوم بغسل عقول الأطفال بأفكار التطرف المستوردة من إيران وشعارات الموت والعنف والكراهية بهدف الزج بهم في جبهات القتال’.”3“
من جانبه ذكرت مندوبة دولة الإمارات لانا زكي نسيبة بنفس الجلسة في كلمتها ‘إن جماعة الحوثيين، تواصل أنشطة الحَشْد والتجنيد في المناطق التي تسيطر عليها عبرَ استمرار حَمَلاتِها الواسِعة لغَرْس أفكارِها المتطرفة بينَ الأطفال عبر ما يسمى “المراكز الصيفية”، رغم سريان الهدنة الأممية’.“4”
وسبق تحذير الحكومة اليمنية من مخاطر المراكز الصيفية للحوثيين1/6/2022م”5“
وتصريح وزير الإعلام بتاريخ 6/7/2019م أن خبراء إيرانيون يشرفون على المراكز الصيفية الحوثية. “6”
ونظم عشرات الناشطين اليمنيين حملة الكترونية واسعة للتحذير من خطر المراكز الصيفية الحوثية بتاريخ 11/5/2022م، وتناولت محطات فضائية وصحف ومواقع تقارير ومقالات وبرامج سلطت الضوء على خطر المراكز الصيفية الحوثية، فقد نشر موقع عدن بوست السبت 15/5/2022م تقرير بعنوان: كيف تحولت المراكز الصيفية الحوثية إلى غسيل أدمغة وتفريخ مقاتلين، وأبرز شعار يردده الأطفال بتلك المراكز “هنا جيلٌ حسينيٌ… ستستهدي به الأجيالُ” ونُشر نفس التقرير في صحيفة الشرق الأوسط بعنوان ” تجنيد الاطفال ودروس طائفية”، بتاريخ 21\6\2022“7”
وذكرت جريدة الوطن السعودية بتاريخ 7/6/2022م أن الحوثي أعلن منح شهادة تعادل الجامعة للمراكز الصيفية نظرا لأهميتها لديه، وسبق أن نشر الخبر في صحيفة البيان الإماراتية بتاريخ 2/6/2022م.
وفي 4/6/2022م بالمملكة العربية السعودية وبرعاية وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، نظم برنامج التواصل مع علماء اليمن ندوة بعنوان “المراكز الصيفية وخطرها على مستقبل أجيال اليمن”.”8“
وقد نشرت صحيفة البلاد السعودية في 12/5/2022م مقابلة للقيادي في مكتب المقاومة الوطنية كامل الخوداني تصريح “مراكز الحوثي الصيفية تغسل أدمغة الطلاب”.”9“
إضافة الى عشرات المقالات والبرامج والمقابلات والتصريحات التلفزيونية والإذاعية والصحفية للتحذير من خطر المراكز الصيفية الحوثية إلا أن هناك زاوية مهمة وضرورية لم تتعرض لها تلك الإدانات والتصريحات والبرامج والتحذيرات، تتمثل في فصل الحديث عن المراكز الصيفية الحوثية عن سياقها الموضوعي ضمن توجه إيراني وتنفيذ وتمويل وإشراف من الحرس الثوري الإيراني مباشرة كاستراتيجية تمثل الوجه الآخر للإرهاب الإيراني والنزعة التوسعية في اليمن وجوارها الإقليمي من خلال المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية وينحسر دور الحوثي في إقامتها بما تقتضيه التبعية للمشروع الإيراني وأطماعه في المنطقة.
الحرس الثوري :
حتى يتضح دور الحرس الثوري الإيراني في إقامة المراكز والمخيمات الصيفية يتعين تحديد بداية العلاقة بين جماعة التمرد الحوثي والنظام الإيراني بعد ثورة الخميني 1979م، وقد ذهب وفد من قبل ما كان يسمى مجلس حكماء آل البيت في اليمن على رأسه الاستاذ احمد الشامي مع بدر الدين الحوثي للتهنئه بنجاح الثورة عام 1980م.
وما يهم هو نتيجة هذه الزيارة، وهو ارتباط بدر الدين الحوثي و بعض أولاده بالحرس الثوري كونه المعني بتصدير الثورة إيدلوجيا وسياسيا وعسكريا في منتصف الثمانينات.
ومن هنا بدأت نواة المراكز والمخيمات الصيفية في الثمانينات حسب تصريح معالي وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد عيضة شبيبة ابن محافظة صعدة لصحيفة 26سبتمر يونيو2022م’، هذه المراكز والحوزات التي يحشون فيها أدمغة الشباب بمناهجهم الطائفية الخمينية الإيرانية. وهذا ما تبنته الجماعة من وقت مبكر، من الثمانينيات فما بعدها، ولم يكن وقود الحروب الست في البداية فيما بين 2004 ــ 2009م إلا شباب الحوزات والمراكز الصيفية التي كانت تقيمها الجماعة. 10
تصدير الثورة:
حتى تتضح علاقة الحرس الثوري بالمراكز والمخيمات الصيفية الحوثية نستعرض اقتباسات من عدة مراجع تؤكد العلاقة المباشرة له بها كاستراتيجية على رأس مهامه التوسعية ففي الهدف السابع من أهداف الحرس الثوري ‘دعم حركات التحرر العالمية وتحقيق العدالة لمستضعفي العالم في ظل قيادة الخميني قائد الثورة الإيرانية’. 11
كما أن الدستور الإيراني يوضح دور الحرس الثوري’ الدستور أعطى الحرس الثوري طبيعة عقائدية، واعتبر أن لهذه القوات مهمة تتجاوز مسألة حماية الحدود الجغرافية للدولة، إلى مهام تتعلق بالجهاد في سبيل الله وبسط حاكمية القانون الإلهي في العالم’.12
وفي كتاب “الحرس الثوري”، لكاتب أمريكي من أصل إيراني’ جهاز الحرس الثوري الإسلامي “باسدران انقلاب اسلامي” ، يعتبر أحد أهم المؤسسات التي انتجتها الثورة الإيرانية وسبب ذلك أن الحرس يشكل وسيلة أساسية لترويج أهداف الخميني والثورة الإسلامية’. 13
وأضاف قائلا: وانتقل الحرس الثوري إلى مهمة تصدير الثورة’.14
ولتوضيح طبيعة المهام التي يقوم بها الحرس الثوري عسكريا وسياسيا وفكريا يقول: ‘الدليل الأول على تصدير الحرس للثورة هو وجوده في لبنان منذ عام 1982م فقد ساعدت مفرزة الحرس في لبنان على تأسيس حزب الله الشيعي الأصولي، وعلى تدريبه ودعمه فيما بعد، بهدف إقامة جمهورية إسلامية في ذلك البلد’.15
وأصبح حزب الله تشكيل سياسي فكري عسكري تابع للحرس الثوري كما يقول صاحب كتاب الحرس الثوري’ وإلى جانب المساندة والتدريب العسكريين المباشرين لحزب الله لعب الحرس دورا عقائديا وسياسيا كبيرا في وادي البقاع اللبناني، حيث بثوا معتقداتهم بين السكان المحليين وأسسوا المدارس والمستشفيات والمساجد والجمعيات الخيرية’ 16
وهذه الأنشطة تؤكد أن الحرس الثوري أكبر من تشكيل عسكري بل مشروع إيدلوجي شامل عابر للحدود يتجاوز الجيش الأحمر السوفيتي والجيش الصيني وغيرها من الجيوش الثورية في العالم.
وعن طبيعة السلوك الإرهابي للحرس الثوري يخرج صاحب الكتاب بخلاصة تبرز إيدلوجيته المتطرفة خارج نظام الدولة وأعراف النظم الساسية ويقول:’ هناك دلائل قوية تدعم الاستنتاج القائل: ان الحرس مؤسسة مستقلة وليست تابعة، وأن الباعث الرئيسي لهذه الإستقلالية هو تشبث الحرس بإيدلوجيته المتطرفة والدور الذي حدده لنفسه كقلعة للقيم الثورية المتشددة’.17
وعن النزعة التوسعية للحرس الثوري في دول عربية أخرى يقول: ‘لقد قام الحرس الثوري إلى جانب نشاطاته في لبنان، بنقل نشاطات تصدير الثورة الى الدول العربية’18.
وهو توجه للخميني أفصح عنه في الأشهر الأولى من الثورة بحسب التصنيف الذي ذكره المفكر المصري فهمي هويد بكتابه إيران من الداخل ‘صار العالم الخارجي في فكر وخطاب الثورة المبكر مقسما إلى شياطين وملائكة’.19
يورد الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه مدافع آية الله رواية المجلسي أن القائم(عج) يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي حتى يرده إلى أساسه) بحار الأنوار ٥٢/٣٣٨،الغيبة للطوسي ٢٨٢)، ومن خلال هذه الرواية يتضح أهمية اليمن بالنسبة لمشروع تصدير الثورة كمحطة عبور رئيسي لتحقيق ما يردده ملالي طهران ويسعون له في هذه الرواية.
تنظيم الشباب المؤمن:
بعد رجوع بدر الدين الحوثي وابنه حسين تحديدا من إيران أعلن عن تأسيس تنظيم الشباب المؤمن الذي بمرحلتين على النحو التالي:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس والتكوين وتبدأ منذ إعلان التنظيم عن نفسه عام ١٩٩٠م، في بعض مناطق محافظة صعدة “تبعد عن صنعاء ٢٤٠ كيلوا متر شمالا”،… بطبيعة المنهج الذي تم تقريره على الطلبة في الفترة الصيفية، وكذا المحاضرات التوعوية، وجملة من الأنشطة التربوية والسياسية المصاحبة والمقدمة لمنتسبي هذا التنظيم، او المنتدى، أو الجماعة.
كل ذلك في إطار برنامج يومي مكون من ثلاث فترات: فترة صباحية، وفترة الظهيرة، وفترة المساء. 20
وغدت هذه المراكز قبلة لكثير من الطلاب القادمين إليها من مختلف المحافظات المعروفة تاريخيا بانتمائها الى المذهب الزيدي الهادوي، ثم تجاوز الأمر إلى العديد من المحافظات والمدن ذات الطابع الشيعي الزيدي الهادوي، التي فتحت مراكز خاصة بها، وفق المنهج القائم في صعدة. وبلغ عدد الطلاب في تلك المراكز خمسة عشر ألف طالب.
ونقل الدكتور أحمد الدغشي من تقرير، للصحفي أحمد عايض، الحوثيون والحوزات العلمية، موقع مارب برس ١/حزيران ٢٠٠٨م العدد الذي بلغته المراكز الصيفية أساس البنية العسكرية لجماعة التمرد الحوثي ” صعدة’٢٤’مركزا، وعمران’٦’ مراكز ، وحجة’١٢’مركزا، وأمانة العاصمة والمحويت وذمار’٥’ مراكز في كل واحدة منها، إب وتعز مركز في كل واحدة منهما. 21
المرحلة الثانية: التنظيم والتمرد المسلح
‘وهي مرحلة التنظيم المسلح العلني للشباب المؤمن، أو ما يعرف بجماعة الحوثي وتبدأ منذ الشهر السادس من عام ٢٠٠٤م،حيث تحول التنظيم إلى تلك المليشيا العسكرية ذات البعد الإيدلوجي’22 الإثنى عشري الإيراني.
وفي هذه المرحلة أكدت عدد من المصادر ومنها تقرير وزير الداخلية عام ٢٠٠٤م د. رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي حاليا أن تلك المراكز أو المعسكرات التي أنشأها حسين الحوثي في صعدة كانت تحت إشراف وتدريب خبراء إيرانيين من ضباط الحرس الثوري ومن حزب الله’23‘.
كما ذكرت بعض التقارير الاستخبارية أن حسن إيرلوا “عبدالرضا شهلائي” تم تكليفه من قبل الحرس الثوري قائدا مشرفا وميدانيا لتنظيم الشباب المؤمن “جماعة الحوثي” منذ تأسيسه وإعلانه سفير جاء بعد تصاعد الخلاف بين جماعة الحوثي المرتبطة عضويا بالحرس الثوري وبين حلفاء ايران من التيار الهاشمي في صنعاء وخبان وعدد من المناطق اليمنية لصالح جماعة الحوثي وتمكينها.
وقد تم تصفية مراكز القوى الأخرى ليتسنى للحرس الثوري عبر ذراعه الحوثي بتنفيذ الأهداف الكبرى لمشروع تصدير الثورة الخمينية، وهو ما يفرض التعريض لدور الحرس الثوري في تصدير الثورة كمشروع “فكري عسكري سياسي” شامل
إستراتيجيات التوسع الإيراني في اليمن:
صحيح أن هناك أهداف قريبة المدى للمراكز الصيفية الحوثية تتمثل في حشد مقاتلين للجبهات ونشر أفكارها بين النشء لكن تظل الأهداف الاستراتيجية التي تحققها أكبر وأبعد على المستوى البعيد فمن خلالها يحقق الحرس الثوري عبر جماعة الحوثي التي أنشات على عينه أهداف الدور الإيراني ذاته في اليمن عبر ثلاث استراتيجيات.
- حرث الأرض :
نظرا للدور الذي تقوم به هذه المراكز والمخيمات في مرحلة الإعداد والتدريب العسكري، ولتنفيذ التوسع العسكري وبعد السيطرة والتوسع العسكري للحوثيين ووفق تقرير تركي نشر في موقع عدن الغد وعدد من المواقع ١١/١/٢٠١٤م بعنوان مخطط ايراني لتحويل صنعاء مدينة حوثية بحلول عام ٢٠١٧م.
‘نشرت مواقع إخبارية يمنية على شبكة الإنترنت تقريرا للمخابرات التركية العام “mit” عن تمويل الحكومة الإيرانية عملية هي الأضخم في الشرق الأوسط وبالتحديد في اليمن أطلقت عليها إسم “شحم زدن زمين” وتعني بالعربية “حرث الأرض” والمقصود بها إزالة كل ماعلى الأرض تمهيدا لزراعتها من جديد وتحويلها لولاية شيعية فارسية’24
وأضاف التقرير أن ‘الحوثيين يستغلون عدم الاستقرار في اليمن بالتوسع في بسط النفوذ والسيطرة على مناطق متفرقة وبناء دولة أثنى عشرية فارسية تفوق قوتها اليمن والسعودية مجتمعتين’25
وأضاف ‘قيام الحوثيون بنشر المدارس “المراكز والمخيمات” خاصة في المدن والمحافظات كافة، هدفها غرس المذهب الأثنى عشري حتى ينشأ الطلاب على عقيدتهم وتبعيتهم للقومية الفارسية’26.
وهنا يتضح كيف يحقق الحرس الثوري نزعته التوسعية في اليمن عبر هذه المراكز والمخيمات التي يجعلها على رأس الاهتمام والدعم والمتابعة المستمرة.
وذكر الباحث والصحفي حسين الصوفي رئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام في ورقة عمل مقدمة في ندوة نظمها مركز العاصمة الإعلامي ٢٧/٩/٢٠٢١م بعنوان مقاولوا الدم’ الحوثيون كثيران تستخدمها إيران في مشروع حرث الأرض الفارسي مؤكدا أن ما جرى في ٢١/٩/٢٠١٤م ليس مجرد انقلاب وإنما احتلال مكتمل الأركان’27.
وفي ١٩/٢/٢٠١٩م نشر موقع الإصلاح نت تقرير عن مشروع حرث الأرض ‘بادرت المليشيات الحوثية الممولة من إيران إلى انتهاج سلوك طائفي في محاولة لصبغ المجتمع بأفكار إيرانية وإرغام الناس عليها، ونفثت سموم أحقادها المتوالية على الهوية اليمنية بممارسات إستعلائية مستمدة من خرافة “الاصطفاء الإلهي”، ورأت أن ذلك يبدأ بتغيير هوية الجيل بمراكز صيفية وأنشطة تشحنهم بالتعصب السلالي والطائفي عوضاً عن الهوية الوطنية والقومية للشعب اليمني، وعمدت إلى العبث بمناهج التعليم وفق الصيغة الخمينية، وترافق كل ذلك مع عملية ممنهجة لإحلال عناصرها الأكثر عنصرية وتعصباً في الوظائف الحكومية’28.
وفي سياق التقرير نقل تصريحا لأحد الصحفيين يعتقد جازماً أن الحوثيين يقومون بمهمتهم كعصابة وذراع إيرانية قبيحة على أكمل وجه ضمن إستراتيجية إيران التي أطلقت عليها “حرث الأرض” كما تقوم بذلك مليشيا الحشد في العراق وسوريا.
ويستطرد الصوفي: “غير أن عصابة الحوثي الإرهابية تحرق الأرض لأن تاريخها بالنسبة لليمنيين كارثي وأسود ولن يقبلوا مطلقا بعودة الكهنوت”29.
إبادة ثقافية:
تصدير الثورة ومشروع حرث الأرض يتحقق بممارسة الإبادة الثقافية للمجتمع اليمني كاستراتيجية ثانية للحرس الثوري في اليمن عبر ذراعه الحوثية ، فإضافة إلى أكثر من ثلاثين إذاعة محلية وأكثر من سبع قنوات فضائية ومحلية وعشرات المواقع والصحف وتحكم بأحادية مصدر التلقي والتثقيف والتوعية للمجتمع في الجامعات والمدارس والمساجد والمناسبات الاجتماعية والدينية والطائفية ومنع أي مصادر أخرى بمن فيها الناشطين والصحفيين واعتقالهم، إلا أن الدور الأكبر في الإبادة الثقافية يتم تنفيذه عن طريق المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية.
يقول الناشط الحقوقي همدان العليي في مقال له بعنوان الإبادة الثقافية.. جريمة أدوات إيران الأخطر في اليمن، الأربعاء ٩/٢/٢٠٢٢م صحيفة عدن الغد ‘أدرك خبراء القانون أنه يمكن تدمير جماعة أو شعب من خلال استهداف ثقافته بشكل ممنهج لينتهي الأمر بإنهاء روحه ثم وجوده. وبالتالي لا يمكن حصر الإبادة الجماعية على مظاهرها الجسدية فقط، بحسب الكاتب الأميركي ديفيد نرسسيان، بل يمكن التأكيد على العلاقة المباشرة بين العنفين الثقافي والجسدي. وفي السياق ذاته، اشتُهرت مقولة للشاعر الألماني الشهير هاينريش هاينه: «أينما تحرق الكتب، فسينتهي الأمر بحرق البشر أيضاً».
اختلفت التعاريف لمفهوم الإبادة الثقافية والذي يشير إلى واحدة من أبشع الجرائم التي تمارس ضد بعض الشعوب مثل الشعب الفلسطيني والعراقي واليمني. فقد عرفت موسوعة الدراسات الأفريقية «Black Studies» هذه الجريمة بكونها إفناءً متعمداً وممنهجاً لثقافة شعب ما، من قبل مجموعة أخرى. تتم هذه العملية عبر الإرهاب الجسدي والعنف والتعذيب النفسي والإغواء’30.
ويستهدف المشروع الإيراني من خلال آليات الإبادة الثقافية سلخ النشء من هويتهم اليمنية العربية الإسلامية السنية وتدميرها واستبدال الهوية الفارسية بأيدولوجيتها الشيعية كما يقول الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه مدافع آية الله في رفض الخميني لكل القوميات ومحاربتها وجعل القومية الفارسية رافعة للايدلوجيا الشيعية التي صبغت بها الثورة فيقول ‘ ويؤمن الخميني بالإسلام “على المذهب الشيعي الاثنى عشري” كحقيقة عالمية وقوة موحدة تطغى على القومية’٣1.
وفي موضع آخر يقول هيكل: ‘ وحقيقة فإن من أحد تناقضات حرب العراق وإيران… أن الروح التي دفعت القوات الإيرانية للصمود كانت القومية أكثر منها الدين.. هذه الحرب أصبحت بالنسبة للإيرانيين حربا وطنية قومية’٣2.
وهي ذات الروح التي تدفع الحرس الثوري الإيراني بأذرعه في اليمن في ممارسة الإبادة الثقافية للمجتمع اليمني.
وإيران من حيث المعضلة التاريخية هي ذاتها بعهد الشاه القومي الفارسي أو بعد ثورة الخميني الشيعي كما يقول المفكر الكويتي د. عبدالله النفيسي: ‘معضلة إيران التاريخية والمعاصرة في صراعها وسياستها تجاه دول الجوار تتمثل في ثلاث نقاط:
أولا: الاحساس بالتفوق العسكري على الجوار العربي “بمعنى أنها تضحي بالشعب من اجل تحقيق ذلك، ملفها النووي مثلا”.
ثانيا: الإحساس بالعزلة الثقافية عن الجوار العربي بفعل اختلاف اللغة والدين “التشيع”.
ثالثا: الإحساس بالكراهية وعقيدة المخالفة للعرب بالذات وتنعكس هذه الكراهية بل والاحتقار في كتاب” الشاهنامه” للفردوسي’٣3
وهذا الكتاب هو مرجعية القومية الفارسية أهداه أحمدي نجاد حين كان رئيسا لإيران للرئيس الفرنسي في إحدى زياراته، وتلك النقاط الثلاث وكتاب الشاهنامه هي التي أدت بإيران التاريخية والمعاصرة-إلى نزعة التوسع والاحتلال بتصدير الحرس للثورة في الجوار العربي.
في الحرب التي اندلعت نهاية العام ٢٠٢٠م بأذريبجان انحاز الشيعة الأتراك لتركيا بسبب اعتزازهم بقوميتهم التركية، بينما دعمت إيران الأرمن الذين يفتقدون الهوية والقومية، وهو ما يوضح طبيعة الدور الاحتلالي للحرس الثوري في اليمن من خلال أدوات الإبادة الثقافية، يقول توماس مكولاني مهندس سياسة التعليم الانكليزية للشعوب المستعمرة في كتاب أمريكا والإبادة الثقافية لمنير العكش ‘لا أظن أننا سنقهر هذا البلد “الهند” مالم نكسر عموده الفقري التي هي لغته، وثقافته وتراثه الروحي’٣4.
وعبر مكتب الشؤون الهندية بأمريكا يذكر العكش في كتابه ‘ربما كانت هذه التعرية الثقافية هي التعبير الأمثل عن برامج التعليم التي فرضتها فكرة أمريكا “فكرة احتلال أرض الغير واستبدال شعب بشعب، وثقافة بثقافة” في مدارس الهنود الداخلية… حيث تزرع في الطفل الهندي ذاكرة الغزاة ولغتهم وملكة حكمهم ومزاجهم وأخلاقهم ودينهم، وحيث يتدرب هذا الطفل الشقي على الاشمئزاز من نفسه وأمه وأبيه، وأخته وأخيه، وقومه ولغته ودينه، ويشحن بالخوف من هنديته، والنظر إلى نفسه وإلى العالم بعيون جلاديه’٣5.
‘إن هدف تعليم الهنود هو أن “ينظروا بمشاعر الاشمئزاز الى هنديتهم- مما يتعلمه الطفل الهندي في هذه المدرسة مثلا، أن ما جرى لبلاده التي سلبت منه وقومه الذين أبيدوا كان من نعم الله’٣6
وهو ما يتلقاه الأطفال في مراكز الحوثيين ومخيماتهم ودوراتهم الثقافية أن ما يمارسه الحوثيون ضد الشعب اليمني هو نعمة من الله وأن زعيم الجماعة وايران وقاسم سليماني وحسن نصر الله وعلي خامنئي كلهم نعم من الرب منحها لعباده اليمنيين وما على اليمنيين سوى مواصلة الثناء للرب على هذه النعم.
ومما ذكره العكش في كتاب أمريكا والإبادة الثقافية’ أكثر من قرن ومكتب الشؤون الهندية بأمريكا يستخدم كل وسيلة بما في ذلك العنف والخطف للأطفال من أحضان أمهاتهم ومن بيوتهم، ليشحن الأطفال إلى معسكرات أشغال شاقة سميت تجاوزا بالمدارس، ليتعلموا كيف ينظرون إلى أنفسهم وإلى العالم بعيون غزاتهم’٣7.
وقد نشر موقع الثورة نت تقريرا للصحفي كمال حسن بعنوان: ‘عندما يلقن الاطفال في المدارس أن الأنظمة العربية منافقة واليمنيون عملاء’38
تعني توجيه عداوتهم ضد شعوبهم وهويتهم وقومهم لصالح القومية الفارسية بأيدولوجيتها الشيعية.
وفي كتابه الإبادة الثقافية يقول الكاتب لورنس افيدسون’ صهاينة أوروبا وأمريكا شبهوا الفلسطينيين في مطلع العشرينات من القرن العشرين بالهنود الحمر “الأمريكيين” العدوانيين، وشبهوا أنفسهم بالمستوطنين الأمريكيين الذين جلبوا الحضارة إلى الأماكن المقفرة’39.
ويقول في موضع آخر ‘لقد مارسوا على الفلسطينيين مذبحة ثقافية’40.
بنية تحتية للإرهاب :
الاستراتيجية الثالثة للحرس الثوري الإيراني من خلال المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية هي إعداد بنية للإرهاب لزعزعة استقرار اليمن وجوارها الإقليمي بممارسة الإرهاب المركب والممنهج بأدوات الدولة التي سيطرت عليها جماعة الحوثي عقب تمرد ٢١/٩/٢٠١٤م وتسخير إمكانات ضخمة بشريا وماديا لتحقيق هذه الاستراتيجية.
عشرات بل مئات الجرائم التي مارسها المشاركون في هذه المراكز والمخيمات والدورات الثقافية بينها قتل أبآء وإخوة وإمهات وادمان على المخدرات واغتصاب ونهب ممتلكات خاصة فقد اورد موقع مركز العاصمة الإعلامي في تقرير بعنوان: كيف تستقطب المليشيا الأطفال والنساء إلى مراكزها الصيفية؟ بتاريخ ١٨/٦/٢٠٢٢م. نأخذ منه بعض الفقرات.
مازالت مليشيا الحوثي الإرهابية مستميتة في استقطاب الأهالي إلى مراكزها الصيفية بالعاصمة صنعاء، مستهدفة النساء والأطفال وخريجي الثانوية، تشوه الثوابت الدينية والمجتمعية بنشر رؤاهم ومنهجهم الارهابي المدعوم من إيران.
وتتخذ مليشيا الحوثي من مساجد العاصمة أكبر عامل جذب لمراكزها، إذ تستغل خطب الجمعة وما بعد الصلوات لبث سمومها وترغيب الأهالي بتسجيل أبنائهم في تلك المراكز الصيفية.
وعبر مواطنون لـ “العاصمة أونلاين” عن قلقهم من الأسلوب الذي تتخذه المليشيا الحوثية في جذب الأطفال والنساء والفتيات الصغيرات، مستغلة الضعف التوعوي وحالة التردي الاقتصادي التي تعصف بالبلد.
المواطن أحمد علي أكد أن المليشيا توزع للأطفال في المساجد هدايا وساعات، وتقدم لهم الكيك والعصير لتقنعهم بالجلوس لسماع كلمة المدعو عبد الملك الحوثي، لتدفعهم بعدها للتسجيل في المراكز الصيفية.
وقال أحمد في حديثه لـ “العاصمة أونلاين” إن “مسجد” آخر في الحي اتخذت المليشيا فناء ملعب للطلاب زيادة في ترغيب بقية الأطفال للانضمام إليهم، إلا أنه أقفل بعد اعتراض الأهالي على العبث بالمقدسات بهذه الطريقة الهزلية.
ويضيف “أن المليشيا لا تقتصر في محاولة جذبها للأطفال فقط، بل اتجهت للنساء عبر ما يعرف بالزينبيات، كما حصل في مسجد الكميم بصنعاء” 41.
وذكرت شيماء لمركز العاصمة الإعلامي ‘غريب أن المليشيات فتحت مركزا صيفيا في مدرسة نشوان في صنعاء القديمة للعام الثالث على التوالي، والذي تستقبل فيه فقط الأطفال القادمين من محافظة صعدة متخذة المدرسة كسكن داخلي ومخيم تفعل فيه برامجها الثقافية المغلوطة طيلة اليوم مع الأطفال المستقدمين.
وقالت إن المليشيا توزع وجبة يومية في مراكزها الصيفية لجميع الأطفال فيها محاولة تحسين صورتها أمام الأهالي مرغبة لانضمام من لم ينضم إليهم‘٤2.
وحول هذا الموضوع، قال وزير التربية والتعليم في الحكومة اليمنية، طارق العكبري، إن “المراكز الصيفية التي تقيمها جماعة الحوثي الانقلابية هي مراكز طائفية تستخدم للشحن والحشد الطائفي والتحشيد للقتال والحرب.
خطر مستقبلي:
وبحسب ناشطين في حقوق الإنسان، تسعى المليشيات جاهدة وعبر مراكزها الصيفية لتعليم فئتي الأطفال صغار السن والشباب المراهقين العقائد المذهبية والطائفية المتطرفة كافة وتدريبهم على استخدام السلاح وجميع أنواع فنون القتال تمهيدا للزج بهم في جبهات الصراع، ونظرا للعدد الكبير من المشاركين في هذه المراكز فإن الأمر يتعدى اليمن إلى العمل على زعزعة المنطقة ككل ونشر الإرهاب والدمار من خلال الكتلة الصلبة التي تنتجها هذه المراكز والمخيمات والدورات الثقافية.
وفي تقرير للصحفي إبراهيم الظهرة بالمنتصف-نت بتاريخ ١٢/٥/٢٠٢٢م يورد’ في حديثه يشرح عن معاناة تعرض لها بعدما تم سجنه جراء مقاومة تلك المراكز الصيفية في منطقته في وقت مبكر، فهو يصف ما يجري اليوم وما بدأه الحوثيون منذ أكثر من عقدين بسياسة “حرث الأرض” التي تستهدف قلب معتقدات الناس باتجاه التشيع والأفكار الضالة”.
ويقول: “بدايات المراكز كانت فكرية بدرجة أساسية، واليوم كذلك ولكنها بنسبة 70-80% عسكرية بهدف حشد المقاتلين، فكثيرون يحصلون على تدريب ووجبات (طائفية) سريعة ولا يعود الكثير منهم إلا إلى الجبهات القتالية، والبعض يعود لأهله فيقتل أباه وأمه كما حصل نهاية أبريل الماضي”.
ولعل آخر جريمة حدثت، حين أقدم القيادي الحوثي خالد العنصور، المعين من قبل ميليشيا الحوثي مديراً لمديرية “السود” في محافظة عمران، على قتل والدته وشقيقه وجرح شخصين آخرين بعد خلاف نشب بين الشقيقين حول مكان معيشة والدتهم، وهي لغة عنف انتشرت واكتوى بها حتى صغار السن ممن خضعوا لدورات ومراكز الحوثيين الصيفية.
تكشف مصادر عديدة خلال إعداد هذا التقرير، أن “معظم الذين أقدموا على قتل آبائهم وأمهاتهم وأقاربهم التحقوا بالمراكز الصيفية الحوثية، وما يسمى بالدورات الثقافية، حيث تم تعبئتهم على أن طاعة عبدالملك الحوثي مقدمة على طاعة الأب والأم، بحجة أن الله أمره بتوليه”٤3.
مستقبل السلام:
وافق الحوثي على الهدن المبرمة أخيرا لكنه لم يتوقف عن التحشيد والتجييش من خلال المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية بل استمر فيها بوتيرة عالية فاقت الأعوام الماضية فقد وصل عدد الطلاب الملتحقين بها ٧٦٠ألف مشارك و٢٧٥٠٠ معلم، وتداولت وسائل الإعلام عدد من مقاطع فيديو لأطفال يتدربون على السلاح والتدريبات الأولى للإلتحاق بالتشكيلات العسكرية لجماعة التمرد الحوثي.
تكمن الخطورة على مستقبل السلام في اليمن أن الحوثي يتعاطى مع الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السلام في اليمن لغرض التكتيك ليضاعف استعداده للحرب والاعتداء على دول الجوار، في مقابل مضاعفة المعاناة والفقر للمجتمع تحت سيطرته.
لن تتوقف جماعة التمرد الحوثي عن جرائمها بحق الأطفال في تلك المراكز إلا بمواجهة استراتيجية حرث الأرض والإبادة الثقافية باستراتيجية حفظ الأرض بمشروع فكري ثقافي شامل تتبناه القيادة الشرعية بدعم سخي من دول التحالف العربي لإيقاف هذا التجريف للهوية اليمنية، والامتداد الإرهابي للحرس الثوري الإيراني.
كما أن هذه المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية تشكل عائق إن لم تكن مانع لبناء ومستقبل السلام في اليمن والمنطقة، وحتى يتحقق الحسم العسكري فإن إيلاء الجانب الفكري والثقافي المساند للجهود العسكرية لتحرير اليمن واستعادة الدولة يعد أولوية قصوى للحد من توغل المشروع الإيراني وذراعه في اليمن كحد أدنى حتى لا يستفيق اليمن وجواره الإقليمي على حجم الكارثة وتفاقمها وخروجها عن السيطرة.
نتائج الدراسة:
- بينت الدراسة أن المراكز والمخيمات الصيفية الحوثية في التناولات البحثية والإعلامية اقتصرت على توصيف السلوك والمخرجات الإرهابية لها بعيدا عن سياقها الموضوعي وارتباطها العضوي بكيان وايدلوجيا واستراتيجيا الحرس الثوري الشيعية والقومية الفارسية.
- أظهرت الدراسة علاقة الحرس الثوري الإيراني تخطيطا وإشرافا وتدريبا في تأسيس الأذرع الإيرانية في المنطقة بالاعتماد على المدارس والمراكز والمساجد لأداء مهمته الاستراتيجية في تصدير الثورة الخمينية بايدلوجيا شيعية واستراتيجيا قومية فارسية.
- تبين من خلال الدراسة أن نواة المراكز والمخيمات الصيفية الحوثية في صعدة كان مرافقا لتأسيس تنظيم الشباب المؤمن “جماعة الحوثي الارهابية” كذراع للحرس الثوري الإيراني في اليمن وجوارها الإقليمي على غرار حزب الله في لبنان.
- تبين الدور الخطير للمراكز والمخيمات الصيفية الحوثية في تحقيق استراتيجيات التوسع الإيراني في اليمن “حرث الأرض-الإبادة الثقافية-إعداد بنية الإرهاب المزعزع لاستقرار اليمن وجوارها الإقليمي والملاحة الدولية” وبذلك فإن الأهداف المتوسطة والبعيدة المدى لهذه المراكز هو الجانب الأخطر فيها.
- أظهرت الدراسة خطر المراكز والمخيمات الصيفية الحوثية كونها معسكرات حشد وتدريب قائمة على ايدلوجيا الحرس الثوري الشيعية واستراتيجيا قوميته الفارسية، فإنها تمثل تهديد محلي وإقليمي من شأنه إفشال كل محاولات ومبادرات بناء السلام في اليمن والمنطقة.
التوصيات
- إقامة العديد من حلقات النقاش وورق العمل وإعداد الدراسات والأبحاث لتوضيح طبيعة العلاقة وأبعادها بين المراكز والمخيمات الصيفية الحوثية والحرس الثوري الإيراني.
- توضيح مكونات وأدوار وأدوات الحرس الثوري الإيراني في تصدير الثورة في المنطقة بالعمل على تجفيف منابع الإرهاب والتمويل للمدارس والمراكز والمساجد والجمعيات والمنتديات التي يحقق أهداف نزعته التوسعية عبرها.
- التعامل مع جماعة الحوثي الإرهابية اعلاميا وفكريا وسياسيا وعسكريا من قبل الحكومة اليمنية والدول الإقليمية في سياق المواجهة لمشروع ايدلوجي قومي فارسي يمثل العدو الأول للأمن الإقليمي والعربي.
- لمواجهة استراتيجيات التوسع الإيراني الثلاث نقترح استراتيجيات يمنية اقليمية تتمثل في “حفظ الارض- تبني خطاب وحراك الوعي القومي في إطار التاريخ الحضاري والإسلامي المشترك لليمن ودول الخليج العربي_ بناء السلام على أساس قيام الدولة وبسط نفوذها” لتحرير اليمن وتحصين جوارها الإقليمي من الاختراق والاعتداء الفكري والأمني والعسكري.
- العمل بآليات إعلامية وثقافية وفكرية وسياسية واجتماعية مستمرة ومكثفة مسنودة بدعم مركزي من الحكومة اليمنية ودول التحالف والخليج العربي بالتوازي مع المعركة العسكرية لمواجهة خطر وتهديدات المراكز الصيفية الحوثية على بناء السلام في اليمن وجوارها الإقليمي والملاحة الدولية.
المراجع والهوامش:
- تقرير الخبراء26/1/2022م.
- تقرير الخبراء26/1/2022م.
- مندوبة الإمارات أمام مجلس الأمن: ملتزمون بدعم اليمن – البيان. / https://www.albayan.ae ›
- مندوبة الإمارات أمام مجلس الأمن: ملتزمون بدعم اليمن – البيان. / https://www.albayan.ae › world › gcc
- https://yemenshabab.net › news
وصفتها بـ”المعسكرات”.. الحكومة تحذر من مخاطر المراكز الصيفية للحوثيين.
- https://w.sahafahn.net › موقع 24
الإرياني: الإيرانيون يجندون أطفال اليمن في مخيمات حوثية – صحافة نت الجديد.
- https://aawsat.com › home › article
المراكز الصيفية الحوثية… معسكرات تجنيد ودروس طائفية | الشرق الأوسط.
- https://nuomnews.com › …
المراكز الصيفية وخطرها على الأجيال اليمنية في ندوة لبرنامج التواصل مع علماء اليمن.
- https://albiladdaily.com › 2022/05/12
الخواداني لـ البلاد : مراكز الحوثي الصيفية تغسل أدمغة الأطفال.
- مقابلة في صحيفة26سبتمبر مع وزير الاوقاف والارشاد محمد شبيبة.
- دراسة الحرس الثوري الايراني والهيمنة الاقتصادية الاهداف والدوافع, حسن راضي, مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية,ص2
- رسالة ماجستير السياسة الخارجية الايرانية تجاه دول المشرق العربي 2000-2013, شنين محمد المهدي, جامعة محمد خضر- بسكره2014,ص101.
- الحرس الثوري نشأته مكوناته ادواره, المؤلف امريكي من اصل ايراني,ص9.
- الحرس الثوري, مرجع سابق ص14.
- الحرس الثوري, مرجع سابق ص13.
- الحرس الثوري, مرجع سابق ص103.
- الحرس الثوري, مرجع سابق ص146.
- الحرس الثوري, مرجع سابق ص105.
- فهمي هويدي, ايران من الداخل , مركز الأهرام للترجمة والنشر,1988ط2, ص365
- الدكتور احمد الدغشي, المستقبل السياسي والتربوي للحوثيين, مؤسسة اروقة,2012, ص27.
- الدغشي, مرجع سابق,ص28.
- الدغشي, مرجع سابق,ص29.
- تقرير وزير الداخلية المؤتمر نت https://www.almotamar.net/pda/11935.htm
- تقرير تركي: مخطط إيراني لتحويل صنعاء مدينة حوثية بحلول 2017 – عدن الغد https://adengad.net › public › news
- تقرير استخباراتي يكشف عن أخطر مخطط إيراني بالشرق الأوسط يستهدف اليمن https://hournews.net › news-26017
- تقرير استخباراتي يكشف عن أخطر مخطط إيراني بالشرق الأوسط يستهدف اليمن
https://hournews.net › news-26017
- مقاولو الدم.. “الحوثية” كثيران تستخدمها إيران في مشروع (حرث الأرض) الفارسي https://alasimahonline.com › reports
- حرث الأرض 19/2/2019 الاصلاح نت https://al-aslah.net
- حرث الأرض 19/2/2019 الاصلاح نت https://al-aslah.net
- (30) › همدان-العليي › الإبادة الثقافية… جريمة أدوات إيران الأخطر في اليمن | الشرق الأوسط https://aawsat.com
- محمد حسنين هيكل, مدافع آية الله قصة ايران والثروة, دار الشروق, ط6, 2002,ص269.
- محمد حسنين هيكل, مرجع سابق,ص269
- المشروع الايراني في المنطقة العربية والاسلامية, مجموعة باحثين, مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية,2014 ص11.
- امريكا والابادة الثقافية , منير العكش ط1 ص11.
- امريكا والابادة الثقافية, مرجع سابق ص17
- امريكا والابادة الثقافية, مرجع سابق ص17
- امريكا والابادة الثقافية, مرجع سابق ص20
- تقرير موقع الثورة نت: https://althawra-news.net › news117…
الطاعة للحوثي والموت للوالدين .. 13 أب وأم دفعوا حياتهم ثمنا لالتحاق أبنائهم بدورات …
- الابادة الثقافة, لورنس دافيتسون, مكتبة العبيكان, 2015, ت منار الشهابي,ص83
- الإبادة الثقافية, مرجع سابق, ص102
- تقرير مركز العاصمة: https://alasimahonline.com › local
كيف تستقطب المليشيا الأطفال والنساء إلى مراكزها الصيفية..؟ مواطنون يجيبون:
- تقرير مركز العاصمة: https://alasimahonline.com › local
كيف تستقطب المليشيا الأطفال والنساء إلى مراكزها الصيفية..؟ مواطنون يجيبون:
- نقلا عن الثورة نت: مقتل 3 آباء وإصابة رابع وأم بنيران أبناءهم الحوثيين خلال مايو الماضي – الانباء اونلاين https://alanbaonline.com › 2022/06/10
*مدير ادارة المعلومات والتحليل
للحصول على الدراسة بصيغة PDF الرجاء الضغط على ايقونة تنزيل
مقال رائع بس حاولت ان ادخل على بعض الروابط ولا استطعت لانها ما تطلع وكانها مكتوبة بدون صيغة رابط
مقال رائع بس حاولت ان ادخل على بعض الروابط ولا استطعت لانها ما تطلع وكانها مكتوبة بدون صيغة رابط