
لم يقدم التاريخ إماما زيديا واحدا نقض القاعدة المؤسسة للفكر الزيدي الهادوي، أو أقام مساواة سياسية خارج السلالة، أو تخلى عن إرث الرسي وفكره.
السجل طويل ومتشابه، فكلما توهمت السلالة أنها تمكنت من الدولة، أعادت إنتاج نفسها من خلال الزيدية:
حرب لإدامة الخراب تحت زعم الولاية والحق في السلطةوجباية الحروب ودعاية لتسويغ القهر وتشويه الخصوم وصياغة مبررات القتل بالتكفير.
وما يحصل هو تبديل اسم الإمام وأدواته، من الرسي الى العياني وابن شرف الدين مرورا بابن سليمان والمهدي وحميد الدين، وصولا الى المنصور والمؤيدي وبدر الدين.
النص هو النص والفكرة هي الفكرة، والتي انتجت ممارسات متطابقة على مختلف العصور.
البعض يروج لفكرة أن الزيدية معتدلة وأقرب إلى السنة ولم تفسدها إلا ممارسات بعض الأئمة!
لكن الحقيقة أن هذا الفصل بين النص والتاريخ، تجميل للقبح، وتبرئة للفكر المجرم الذي أنتج ممارسة مجرمة.
فعندما أسس المجرم يحيى الرسي طباطبا للفكر الزيدي، جعل شرعية الحكم قائمة على مبدأ التفوق السلالي، وجعل من الولاية أصل الدين،ليشكل الاستبداد الإمامي الزيدي نتيجة منطقية لفكر عنصري مشوه.
لن يتعافى اليمن إلا بكشف الحقيقة كما هي: الزيدية الهادوية هي الرحم الذي تتوالد منه الكهانة الإمامية التي خربت البلاد قرونا، وتعود اليوم بثوب جديد.
ولا يجوز اليوم أن نتعامل باهتزاز أو تحفظ أو تردد، ونحن نعلن هذه الحقيقة.
فالزيدية هي الشرنقة التي اختبأت بها العنصرية السلالية لتنفجر في وجوه اليمنيين نارا ودما في أكثر من منعطف تاريخي وفي أكثر من كارثة.
اقتلعوا فكر الامامة الزيدية من واقعكم وجرموه في قوانينكم ودستوركم كأي فكر عنصري مشابه في العالم ونقوا تاريخكم من موروثها الأثيم.
ليعود لكم وجه يمن الإيمان، وتضمنوا مستقبلا لأجيالكم دون حلقات عنف ستستمر اذا استمرينا في مجاملة الفكر العنصري السلالي ونخشى من قول الحقيقة.



