القاهرة – خاص
أقيم في العاصمة المصرية القاهرة ندوة سياسية وفكرية بعنوان “الوساطة السعودية..من اجل السلام في اليمن” نظمها مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية بالتعاون مع مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية والبرنامج اليمني في مصر ومركز النهار للدراسات الإستراتيجية، وجمعية الصداقة الأوفر اسيوية، وجريدة النهار.
وخلال الندوة أكد اللواء حمدي لبيب نائب رئيس مؤسسة الحوار على أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال نعم الوسيط والداعم الرئيسي للتسوية السياسية في اليمن، فقد انخرطت السعودية على مدار ما يقرب من عقد من الزمان في جهود لملمة الصف اليمني، فلم تترك بابًا للتسويات والسلام إلا وطرقته.
وأضاف اللواء حمدي لبيب، لقد حاولت المملكة العربية السعودية بجهودها التي لا تتوقف تجنيب اليمن الصراعات الدموية و الانزلاقات الخطرة وأكد أن جمهورية مصر العربية إلى جانب السعودية خطوة بخطوة من أجل أمن واستقرار اليمن والمنطقة بشكل عام.
من جانبه أكد رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية محمد الولص بحيبح أن المملكة العربية السعودية قدمت جهوداً مضنية في اليمن، بداية من التوقيع على المبادرة الخليجية في الرياض برعاية سعودية عام 2011م، مروراً بكل مواقف السعودية لدعم مخرجات الحوار الوطني واعداد صياغة الدستور الذي أفشلت إخراجه إلى الاستفتاء مليشيات الحوثي.
وأشار الولص أن المملكة عملت أيضاً على دعم اليمن في حكومة باسندوة ب3,5 مليار ونصف دولار ومؤتمر الرياض ودعم حكومة الشرعية المعترف بها دولياً ودعم مركز الملك سلمان للاغاثة لملايين من اليمنيين ودعم وتمويل مشروع مسام لنزع الألغام لخمس سنوات مضت، وأكد أن مشروع مسام يمثل ركن أساسي من أجل توفير الإستقرار والسلام في اليمن وكذلك إنشاء السعودية برنامج الأعمار في اليمن ودعم مفاوضات جنيف1 جنيف2 ومفاوضات الكويت واتفاقية ستوكهولم.
وبحسب ورقة الولص فإن هذه الجهود الكبيرة واجهت إحباط واضح وإفشال من قبل الحوثيين مؤكداً أن السعودية مستمره في دعم أي جهود للسلام في اليمن وأنها أعلنت مبادرة للسلام في اليمن في 22/مارس2021 واعلنت عن عقد مسارات الرياض بين اليمنيين ونتج عن هذه المشاورات تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وبذلت السعودية كل الجهود والدعم خلال عام 2022 لرسم خارطة للسلام بين اليمنيين.
وأوضح الولص بأن هذه الخارطة للسلام بوساطة سعودية حققت نجاحات أولية منها الهدنة والبدء في الملفات الإنسانية وأولها الإفراج عن الأسرى والمعتقلين وأشار أن السعودية تبذل جهود مضاعفة وصادقة في الوساطة بين اليمنيين رغم تعنت مليشيا الحوثي وعدم التزام الهدنة و مستمرين في خطابهم الإعلامي المتعجرف حسب قوله وأكد أن الشعب اليمني يعول كثير على الدور السعودي من أجل السلام في اليمن وشكر الولص مجلس القيادة الرئاسي ممثل بالرئيس الدكتور رشاد العليمي على ما قدموه من جهود و تنازلات في المفاوضات من اجل اليمن.
وقال اللواء أحمد ونيس مدير معهد المخابرات الحربية الأسبق أن المملكة اتخذت خطوة نوعية وهي خطوة التفاهم المباشر مع جماعة الحوثي منذ إبريل الماضي 2023 حيث بدأت المملكة وساطتها الأبرز في اليمن بداية من 8 أبريل الماضي 2023، عندما أرسلت السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر إلى صنعاء للتفاوض مع القيادة الحوثية، مما ساهم في إنخفاض العنف السياسي في اليمن بنسبة 30%، ووصوله إلى أدنى مستوى له منذ بداية الحرب، وفقًا لتقرير مشروع “بيانات الصراع المسلح” التابع للأمم المتحدة.
وأكد الأستاذ إبراهيم عشماوي كاتب بجريدة الأهرام ومتخصص في الشؤون اليمنية أن المملكة اليوم بحكم مسؤوليتها تجاه اليمن والعالم العربي، مدت يد الوساطة من جديد، في إطار جهود استثنائية لإحلال السلام في اليمن، والانتقال بها من مرحلة النزاعات والإقتتال الداخلي، إلى مرحلة يسودها الإستقرار والأمن، وذلك بما يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، وحل القضايا الرئيسة وفي طليعتها قضية الجنوب.
وفي مداخلته أشار الأستاذ عبد الله إسماعيل إلى وجود عدة تحديات أمام السلام في اليمن، وتتمثل أهمها في مماطلة جماعة الحوثي، ورغبتهم في فرض إرادتهم على الشرعية اليمنية، فضلاً عن المواقف المتشددة التي يتخذها الحوثيون، لا سيما وأنهم يرغبون في استمرار استغلال المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب للابتزاز السياسي والحصول على مكاسب تفاوضية، دون الوصول إلى حل.
وأوضح الأستاذ عبدالله اسماعيل بأن الحوثيين لم يلتزمون بأي إتفاقية منذ 2004 حتى الآن وأنهم نقضوا ونكثوا أكثر من 114 إتفاقية وان ديدن مليشيا الحوثي النكث بالعهود و الخداع و الإجرام والإرهاب.
كما قدمت العديد من المداخلات والمناقشات حول محاور الندوة وطرق السلام في اليمن.
وخلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات جاء أبرزها: أهمية تعزيز وحدة الصف اليمني، وتحقيق التقارب بين مختلف القوى السياسية والحزبية والقبلية حول هدف استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الحوثي، وزيادة الدعم العربي الإنساني لليمن، للوقوف بجانب الشعب اليمنى الشقيق في محنته، هذا إلى جانب الدعم السياسي بما يضمن وحدة وسلامة اليمن وشعبها الشقيق، انتهاج التحالف العربي سياسة واحدة ومواقف متناغمة تجاه بعض القوى المحلية، وإدماج كل قوى المقاومة ضمن هيكل الجيش الوطني اليمني، وهو ما يسهم في تعزيز الجبهة الداخلية.
حضر الندوة السياسية أعضاء في البرلمان المصري رؤساء مراكز دراسات، و رؤساء صحف مصرية وباحثين سياسيين وعسكريين، وشخصيات سياسية، وبرلمانية يمنية ووكلاء وزارات في الحكومة اليمنية وشخصيات إجتماعية وأكاديمية وإعلامية يمنية بالإضافة إلى الدكتور حيدر الجبوري ممثل الجامعة العربية، والمستشار السياسي في سفارة روسيا لدى مصر والباحث السياسي السعودي حسن الإدريسي.
بالإضافة إلى شخصيات يمنية اللواء عصام دويد عضو المكتب السياسي للمقاومة الوطنية والشيخ علي العنسي عضو مجلس النواب وعبدالله القبيسي وكيل وزارة الادارة المحلية والشيخ مأمون الشايف والشيخ حسين الحداد، والدكتور محمد عيسى والدكتور احمد قاسم والأستاذ جمال الشوبلي والصحفي والإعلامي يوسف العقيلي والناشط رياض الحمادي وسالم القادري مدير مكتب رئيس المركز في مصر والناشط السياسي حسين أحمد المرادي وعدد من الشخصيات الأكاديمية والسياسية اليمنية.