مقالات

توضيح عن بعض الأسباب والدوافع لانشاء وتأسيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية.

– بقلم رئيس المركز أ- محمد الولص بحيبح.

ان مادفعنا لتأسيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية ، هو دافع معرفي صرف ومن خلال تجربتنا أثناء الصراع الحالي في اليمن والمرتبط حتماً  با ابعاد اقليمية ودولية وعدة عوامل داخلية وتاريخية وجغرافية وسياسية.

وخلال فترة الصراع الطويلة وجدنا ان هناك نقص كبير في الجانب المعرفي نتيجة تشابك هذا الصراع  با ابعاده المختلفة.

ان العوز المعرفي واضح على المستوى الوطني،  فأليمن ليس  لديها تراكم معرفي يعتد به في الجانب الأستراتيجي، فلازال الإعلام اليمني والصحافة اليمنية تحمل أوصاف الإعلام التقليدي المتأثر  بعوامل البنية الأجتماعية الصلبة ولازال في طور النشأة والتكوين.

ان واقع مراكز الدراسات والابحاث في اليمن لازال في وضع بسيط ومتواضع ولم يصل إلى مرحلة مؤسسات بحثية تمتلك دراسات رصينة واستراتيجية يعتمد عليها في المشهد اليمني المعقد ونشر دراسات عميقة تحتوي على  معلومات وتحقيقات وأرقام وحلول.

وعلى الرغم من وجود عشرات الجامعات في طول البلاد وعرضها فقد خلت من الأبحاث التي تهتم باللحظة لأسباب عديدة منها احيانا قلة الأمكانيات وكذلك عدم الاستشعار بالمسئولية الوطنية والتاريخية التي يجب أن يقوم بها ويقدمها النخب وقادة الفكر والراي في بلادنا.

فان الصراع في اليمن اوجد اشكالية كبيرة في فهمه للمراقبيين في الداخل والخارج ويعتبر المشهد اليمني معقد للغاية.

ومن ركام هذا الواقع المرير بدأنا  التفكير  في ايجاد مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، وراينا انه من الواجب الوطني المقدس لليمن ولهويتنا العروبية لزاما علينا أن نتحمل مسئولياتنا بكل جدارة في خضم الصراع والاحداث والمواجهات التي تعصف بنا والمنطقة مع العدو التاريخي للأمة العربية وهو العدو الفارسي وقررنا ان يكون أحد ادواتنا واسلحتنا في هذه المعركة المريرة هو انشاء مركز دراسات استراتيجي واخترنا له اسم مركز البحر الأحمر – نظرا لما يمثله البحر الاحمر من دلالة رمزية في العمق الاستراتيجي العربي والصراع الجيوسياسي وكذلك يمثل البحر الاحمر والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط ممرات استراتيجية مربوط بحياتنا مادامت الحياة باقية للبشرية وتمثل الممرات  الدولية الاستراتيجية للعرب، ويضم هذا المركز نخبة من قادة الفكر والراي والاكاديميين والسياسين والامنيين في اليمن ومن مختلف جغرافيا اليمن السعيد وكذلك فاننا في المركز  بداءنا بمد علاقاتنا خارجيا إلى الأشقاء في دول الخليج ومصر واخذنا معنا في هذه المهمة الوطنية والقومية بعض الباحثيين الاستراتيجيين للعمل في مركز البحر الاحمر ، وبالنسبة لي وزملائي ندرك ان انشاء مركز دراسات تعتبر  مغامرة وتحدي كبير لكننا قررنا ان نخوض هذه المغامرة  وهذا التحدي،  وندرك الصعوبات التي سوف تواجهنا.

ومن سوء الحظ فقد سبقتنا مراكز عديدة توقفت عند الإشهار  ولم تستطيع السير بعد ذلك، وقد يجوز أن هناك اسباب لعرقلة دورها ومنها الدعم وعدم التشجيع والدفع من لديهم القدرات في ذلك، وكانت هذه التجربة ما ثلة أمام اعيننا،  ومع ذلك قبلنا التحدي وبعون الله.

ونحن في اليمن حالنا كما هو حال بقيت دول العالم العربي فيما يتعلق با أنتاج المعرفة، الا ان هناك دول عربية حققت تقدم من حيث الابحاث والدراسات الاستراتيجية وهذه حقيقة واضحة، وربما ان اليمن في ذيل القائمة العربية من حيث انتاج المعرفة لعدة عوامل لايسمح المقام بشرحها.

ان من اولويات مركزنا هو ايجاد تعريف واضح للصراع الحالي وارتباطه اقليميا ودوليا.

ومن خلال نقاشات طويلة خاضها فريق المركز  مع العديد من القيادات السياسية والثقافية والامنية والاكاديمية اتضح ان هناك بعد في الصراع لم يأخذ المكانة المناسبة في التداول الإعلامي وهذا البعد هو البعد القومي للهوية العربية في مواجهة العدو الأول لنا وهو العدو الفارسي الايراني.

 وعلى الرغم ان دماء عربية غزيرة اروت تراب اليمن من معظم الدول العربية المشاركة في التحالف العربي لمواجهة المد الفارسي والغطرسة الأيرانية،  الا ان الجانب القومي لازال مغيب في تعريف الصراع مع إيران.

ولو قمنا بتحليل بسيط لما يصدر من اعلام طهران الرسمي واعلام التوابع الذنبية التابعه لها في المنطقة، لوجدنا ان هذا الإعلام الموجه يشتغل با اقصى طاقاته وبشكل أكبر بكثير مما كان هذا الإعلام اثناء الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي ويرجع لأنتشار التقنيات وكذلك تمدد ايران خارج الجغرافيا الأيرانية.

ولاحظنا اداء متدني على المستوين الوطني والقومي في مواجهة أعلام العدو الايراني.

نقدر ونثمن عاليا للتاريخ الجهود الكبيرة للمملكة العربية السعودية في قيادة مشروع عربي جديد والذي أحياء هذا المشروع الهوية العربية والحفاظ عليها، وولد هذا المشروع العربي في فجر 26/3/2015 ( عاصفة الحزم) وهو مشروع التحالف العربي والذي يمثل هذا المشروع الجديد خارطة عربية جديدة في بناء رؤية عربية مشتركة عسكريا وسياسيا وامنيا لمواجهة كل التحديات في المنطقة العربية.

ان احد اهدافنا على المدى القريب هو بناء التوازن المطلوب لمعركة قومية واضحة المعالم.

ولهذا السبب كانت أول دراسة لنا توضح  التغلغل الايراني عبر المعسكرات الصيفية في اليمن وهي بعنوان ( المراكز الصيفية الحوثية.. الوجه الاخر لارهاب الحرس الثوري الايراني) نشرت في تاريخ 4/يوليو/2022 والدراسة الاستراتيجية الثانية نشرت بعنوان ( ايران تفخخ اليمن بالإلغام.. والسعودية تعيد الى الارض السلام) وعقدت ندوة استراتيجية في القاهرة بتاريخ 16/8/2022 بخصوص الدراسة التي صدرت عن المركز عن تفخيخ  ايران لليمن بالالغام.

ومن هنا ادركنا في مركز البحر الاحمر بانه من الضرورة التواصل مع الاشقاء في العالم العربي لرسم وبناء علاقات متينة ومباحاثات وتوقيع اتفاقيات وتبادل خبرات بين المركز والعديد من مراكز الدراسات العربية وقادة الفكر والراي والمؤسسات الاعلامية والمؤسسات والجهات ذات العلاقة في العديد من الدول الشقيقة وكانت القاهرة هي وجهتنا الأولى لانطلاق علاقات ومهام مركز البحر الاحمر اقليميا ودوليا.

كذلك فان المركز سيكون له دور اساسي ومعرفي في الخوض في غمار واعماق وصلب الدراسات والابحاث والمشاركات بفاعلية والتي تخص الكثير من المجالات التي يحتاجها الوطن على سبيل المثال في مجال تطوير وتفعيل العمل السياسي والدبلوماسي والمشاركة في عملية السلام والاستقرار وفي مجال التعليم والاقتصاد والتنمية والاهم ايضا محاربة الطائفية والطبقية النتنة والامتيازات وكذلك في دعم دور المرأة والشباب والتحصين الفكري للأجيال الصاعدة وفي مجالات تعزيز الجانب الامني والوطني والقومي لحماية الوطن ومقدرات البلاد  من كل المخاطر والتحديات والاسهام في مكافحة تجارة المخدرات والحشيش وغسيل الأموال، وحماية حقوق الإنسان والاهتمام بالتاريخ والاثار والحفاظ على ثروتنا الأثرية ومكافحة الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة والخ…

وأننا على ثقة وعزيمة عروبية صلبة لاتلين باننا سوف نساهم ونشارك في الدور المناط والواجب علينا حتميا في المشاركة في الخندق العربي في مواجهة كل التحديات والمخاطر التي تهدد أمتنا ومنطقتنا وثرواتنا وكرامتنا وبعون الله ستنتصر الامة العربية على العدو الفارسي والنصر حليفنا ولانامت أعين الجبناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى