اخبار

مناقشة رسالة ماجستير في القاهرة تحت عنوان (( التهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي ودورها في بؤر الصراعات العربية ٢٠١١ -٢٠٢٢م – اليمن نموذجاً ))

تم مناقشة أمس رسالة ماجستير في القاهرة – تحت عنوان (( التهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي ودورها في بؤر الصراعات العربية ٢٠١١ -٢٠٢٢م – اليمن نموذجاً ))

اعد الرسالة وناقشها الباحث/شمسان محمد احمد الهروجي يمني الجنسية اليوم الثلاثاء 2023/7/25م على درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف والتوصية بالطباعة والتبادل للرسالة.

أشرف على الرسالة الاستاذ الدكتور/ إكرم محمد صالح حامد إستاذ بروفسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الزعيم الأزهري وعضو هيئة التدريس بالمعهد، وضمن لجنة المناقشة الاستاذ الدكتور/ محمد العزي الحميري استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالمعهد والاستاذ الدكتور/ رنا محمد عبدالعال استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قناة السويس ومعهد الدراسات والبحوث العربية، هذا وقد اشادة لجنة المناقشة بالرسالة مؤكدين أنها ترقى إلى مستوى أفضل من رسالة دكتورة، وقد أوصوا بطباعة الرسالة ككتاب وتوزيعه على الجامعات والمكاتب العربية لأهمية الموضوع وما توصل إليه.

ووفق الباحث تمثلت مشكلة البحث في حالة الانقسام والتراخي العربي حول إدراك التهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي وتباين المواقف العربية والخليجية خصوصاً في مواجهة الخطر الإيراني في ظل توسع الدور الإيراني واتخاذه اشكال مختلفة وعميقة وأكثر عنفاً, وفي دول متعددة في الوطن العربي بعد أحداث ما سمي بالربيع العربي في العام2011م، وتظهر انعكاسات الدور الإيراني في تأجيج الصراع اليمني وإطالة أمد الأزمة اليمنية, ونبعت أهمية البحث العملية من أنه يساعد المهتمين في فهم طبيعة التهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي, ويسعى لفهم طبيعة وأهداف الدور الإيراني في بؤر الصراعات العربية في الفترة بين العام2011-2022م كون الدور الإيراني مستمر ومتجدد في المنطقة العربية, وأنه قيم آثار ونتائج الدور الإيراني ودرس مستقبله خلال المرحلة القادمة. والأهمية العلمية في أنه يبحث أحد الموضوعات الهامة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والذي يتعلق بالتهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي ودورها في بؤر الصراعات العربية2011-2022م.

وخرجة الدراسة بعدة نتائج أهمها:-
– أثر الدور الإيراني في الصراعات العربية بصورة كبيرة قاد إلى تهديد الأمن القومي العربي والأمن القومي اليمني بصورة خاصة وهذا ما يثبت صحة فرضية الدراسة.
– أهمية اليمن بالنسبة للأمن القومي العربي وأن وجود دولة يمنية موحدة وقوية ضرورة عربية وخليجية، فاليمن تمثل رأس حربة في مواجهة المشروع الإيراني في المنطقة العربية نظراً لموقعها الإستراتيجي والكثافة السكانية والتركيبة الاجتماعية، وأن المشروع الإيراني يراهن على السيطرة على اليمن للنفاذ من خلالها الى شبه الجزيرة العربية والخليج العربي ومصر والمغرب العربي والقرن الافريقي والتحكم في التجارة العالمية عبر السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر وبالتالي التحكم في قناة السويس.
– في ظل التهديدات والتحديات التي تواجه الأمن القومي العربي خلص الباحث إلى أن التهديد الإيران يعد التهديد الأبرز والأخطر على المنطقة العربية في هذه الحقبة الزمنية نظراً للدور الذي تقوم به إيران في بؤر الصراعات العربية والسعي للسيطرة على المنطقة العربية وطمس الهوية العربية واستبدالها بالهوية الفارسية الخمينية وأن الهدف الأساسي الذي تريد إيران أن تقوم به في المنطقة العربية، هو تحقيق المشروع الإيراني وتحويل المنطقة إلى مجرد ولاية خاضعة للجمهورية الإيرانية، وهذا ما يثبت صحة فرضية البحث.
– أن الدور الإيراني في المنطقة العربية تطفو عليه النزعة والدوافع القومية الفارسية وإن تم تغليفه بايدلوجيا ولاية الفقيه والتشيع، تضل نزعت استعادة الامبراطورية الفارسية والقومية
الفارسية هي الأساس، لذلك فإن العرب كل العرب مستهدفين من ايران وفي مقدمتهم الشيعة العرب أنفسهم الذين تستخدمهم إيران كحصان طروادة لتحقيق أهدافها التوسعية على حساب أوطانهم وشعوبهم وما حدث ويحدث في بعض البلدان العربية ومنها العراق يؤيد ذلك فبالرغم من سيطرة الشيعة العرب على الحكم منذ العام ۲۰۰۳م إلا أن إيران لم تتركهم أن يديروا دولتهم بأنفسهم أو يقيمون دولة ذات سيادة أو يوفرون لشعوبهم حياة كريمة رغم وجود الثروات الهائلة فيها، بل على النقيض من ذلك صنعت لها عدة كيانات متناحرة وتقوم بنهب وسرقت ثروات العراق فيما الشعب العراقي يكابد الجوع والفقر والجهل والمرض، وهو نفس الأمر الذي تمارسه مع جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان.
– كشف ادوات المشروع الإيراني في الوطن العربي تحت أي لافتات كانت تعمل سواء لافتة دعم القضية الفلسطينية او لافتة مواجهة الاستكبار العالمي والمقاومة والممانعة، والتحذير من استغلال هذه القضايا للنفاذ الى العمق العربي.
– أهمية مناصرة العرب الاقليات الدينية والقومية في إيران ودعم حقوقها المشروعة، والتواصل مع الشعب العربي والكردي في إيران لمواجهة قمع النظام الإيراني ودعم الحراك الشعبي والثوري ضد نظام الولي الفقيه في إيران.
– أولوية الإسناد والتضامن العربي مع الشرعية اليمنية وتعزيز سلطاتها وقواتها المسلحة التي استطاعت بمساندة المقاومة الشعبية الباسلة أن توقف الزحف العسكري للحرس الثوري الايراني على المنطقة العربية فبعد أن توعدت ايران عبر وكالة مهر الإيرانية الرسمية في شهر ۲۰۲۱/٤م بالصوم في مأرب والافطار بتمرها في اشارة الى استكمال السيطرة على آخر معاقل الحكومة الشرعية وارسلت القيادي في الحرس الثوري المدعو حسن إيرلو للإشراف على العمليات العسكرية والذي قتل على حدود محافظة مأرب في شهر ۲۰۲۱/۱۲م وبعد هذا المشهد وفشلهم في تحقيق هذا الهدف تراجعت ایران خطوة الى الوراء وبدأت تتحدث عن السلام والحل السياسي في اليمن ولم يكن يحصل هذا لولا استبسال وصمود وتضحيات القوات المسلحة والمقاومة الشعبية في الدفاع عن المناطق المحررة، و تمثل اليوم هذه القوات أحد أهم أعمدة الأمن القومي العربي ودعمها سياسياً ولوجستياً من قبل الدول العربية لاستعادة مؤسسات الدولة اليمنية المختطفة من قبل تنظيم جماعة الحوثي التابعة لإيران يحقق السلام الدائم ويُعزز من حالة الأمن والاستقرار في المنطقة والاقليم ويأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
– ساهمت إيران ومن وراءها الغرب واسرائيل في صناعة جزء مهم من صورة المشهد الفوضوي والانقسام العربي، ليتسنى لها التموضع داخله كطرف أساسي وممسك بخيوط اللعبة، وعليه فإن الحل لمواجهة هذا التمدد هو سد الهوة بين الأنظمة والتيارات العربية، لا سيما الدول العربية المحورية والتيارات الإسلامية (السنية) المعتدلة، باعتبار أن الخلاف العربي العربي لا يؤدي إلا إلى مزيد من التوغل الإيراني الذي يقضم المنطقة ويحول دون بناء الدول في المنطقة، بالإضافة الى أن احتوى الأنظمة العربية لهذه التيارات، وتفعيل المؤسسات الدينية الرسمية كالأزهر الشريف ووزارة الشؤون الإسلامية وغيرها سيساعد في مواجهة الفكر والايدلوجيا الإيرانية (الشيعية) وتحصين وحماية الهوية العربية السنية.
– من المهم أن تتوحد الدول العربية وأن يفعل دور جامعة الدول العربية، واصلاح الأنظمة السياسية واحترام مبادئ حقوق الانسان والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية وتشجيع الصناعات العربية والقضاء على آفة التطرف والارهاب، وبلورة مشروع عربي جامع، يعمل بكل الوسائل وينظم استخدام القوة الناعمة والصلبة المواجهة أطماع المشروع الإيراني والمشاريع التوسعية الأخرى تجاه المنطقة العربية وبما يحافظ على كيان وهوية الأمة العربية الواحدة.
– سيسير مستقبل اليمن في الاتجاه الصحيح وسيعجل من سقوط المشروع الإيراني إذا أتجه اليمنيون نحو المصالحة الوطنية ووحدة الصف الجمهوري ودعمتها الدول الخليجية والعربية (خصوصاً جمهورية مصر العربية لما لها من رصيد تاريخي وثقل سياسي منذ قيام الجمهورية ١٩٦٢م)، ووقوف الجميع خلف القوات المسلحة والمقاومة الشعبية لاستعادة مؤسسات الدولة ، ودعم الاقتصاد الوطني حتى يستطيع مستقبلا أن ينعم بالأمن والاستقرار لتتولى الحكومة الشرعية مقاليد الأمور والإعلان عن الدستور الجديد المستقبل اليمن ومن خلال دراسة امكانيات النفوذ الإيراني مقارنة مع حجم الإنجاز والاختراق الذي حققته طهران في اليمن سواء فى مرحلة حكم نظام صالح أو الفترة الحالية يتضح أن الفراغ الذي تركته الصراعات اليمنية بين أطراف العمل السياسي منح «ولا يزال» النفوذ الإيراني ما يفوق عن ٥٠ تقريبا من عوامل التمدد والسيطرة لذلك فإن استمرار الصراع بين التيارات السياسية اليمنية سيزيد من حجم النفوذ الإيراني مستقبلا ويطيل أمد الحرب الذي سيؤدي بدوره إلى تراجع الدور الوطني وبالتالي فإن أي مواجهة للمشروع الإيراني دون التحام وطني وإسناد عربي للوصول إلى دولة قوية تحمي نفسها من الاختراقات لن يؤدي إلى هزيمة المشروع الإيراني الذي يعيش على الفوضى وغياب مؤسسات الدول.
– أن الحركة الحوثية تهتدي منذ نشأتها بالنموذج الإيراني الثوري وتجربة حزب الله اللبناني وترتبط ارتباط إيدلوجي وتنظيمي وثيق بإيران عبر التواجد الحوثي في إيران ومن خلال الزيارات المتكررة وصلاتهم بالسفارة الإيرانية، والخطابات والتصريحات المختلفة لكلا الطرفين، وكذلك وجود عناصر من الإيرانيين بين كوادرهم والتقارب العقائدي والإيدلوجي بينهم، والدعم العسكري والسياسي والمالي الكبير من جهة إيران للحركة الحوثية.
– قدم البحث عدة سيناريوهات لمستقبل الدور الإيراني في المنطقة العربية وفي اليمن خصوصاً، وقد رجح الباحث سيناريو تراجع النفوذ الإيراني الذي يقوم على افتراض تمكن دول التحالف العربي والقوات الموالية للشرعية في اليمن من ضرب القدرات العسكرية والتنظيمية للحوثيين والحسم العسكري للحرب الدائرة حالياً، خصوصاً بعد توحيد كل القوى المناهضة لمليشيات الحوثي تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي الذي أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تشكيله ونقله كافة صلاحياته إليه في شهر ابريل ۲۰۲۲م ، ووضع مثل هذا سيصيب النفوذ الإيراني في اليمن في مقتل، من خلال ضرب روافع هذا النفوذ، ومع أن إيران لن تسلم بالهزيمة الكاملة في اليمن، إلا أن هذا سيعني أن حضورها في اليمن سيكون محدودة وضعيفا خلال المرحلة الزمنية المنظورة على الأقل وقد توقع الباحث فشل مسار التفاوض والحوار القائم مع إيران والحوثي لعدة مبررات متعلقة بفكر وتركيبة وتاريخ المشروع الإيراني وأدواته في المنطقة في نقض الاتفاقيات والمعاهدات تطرق لها البحث بالتفصيل.
هذا وقد حضر وقائع المناقشة وإعلان النتيجة عدد من القادة والمسؤولين وأعضاء مجلس النواب والأكاديميين والباحثين والوجاهات الإجتماعية اليمنيين المتواجدين في القاهرة والذين عبروا عن ارتياحهم لاختيار هذا الموضوع الذي يؤكد على حمله لهم القضية الوطنية، مبديين إعجابهم بالنتائج والاستنتاجات التي توصل إليها البحث، وقدمو التهاني والتبريكات للباحث على حصوله على درجة الماجستير و تفوقه متمنيين له مستقبل زاهر.
القاهرة الثلاثاء بتاريخ ٢٥ / ٧ /٢٠٢٣م .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى