اخبار

“العين الإخبارية” تجري لقاء وحوار صحفي مع رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية للحديث حول الشأن اليمني.

كشف خبير أمني يمني عن تزويد إيران ذراعها

الحوثي بجيل جديد من الصواريخ المضادة

للسفن ما قد يمكن المليشيات من شن

هجمات خاطفة في البحر الأحمر.

وفي مقابلة مطولة مع “العين الإخبارية” قال

رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية

والأمنية في اليمن عقيد محمد الولص بحيبح،

إن طهران استغلت اتفاق استكهولم الذي أبقى

الحديدة في قبضة مليشيات الحوثي وهربت عبر

مينائها الحيوي نسخ صواريخ “أرض – بحر” قاتلة

للناقلات وتم تطويرها إيرانيا من صواريخ صينية.

وأوضح الباحث المتخصص بالشؤون الأمنية

والسياسية اليمنية أن مليشيات الحوثي صارت

قادرة بالفعل على تنفيذ هجمات خاطفة بالبحر

الأحمر بما في ذلك استهداف سفن تجارية بهذه

الصواريخ الإيرانية المستنسخة من صواريخ

“سيلكورم” والتي كشف الحوثيون مجسماتها

مؤخرا في عرض دعائي في الحديدة.

واتهم بحيبح ضباط الحرس الثوري الإيراني

بالوقوف خلف تنظيم العروض المسلحة

للمليشيات الإرهابية كان آخرها عرض الحديدة

العسكري الذي أقيم بموقع ساحلي يطل على

البحر الأحمر في مسعى لإظهار أن الحوثيين

أصبحوا قوة عسكرية إقليمية منظمة تملك

السلاح المتطور لتهديد الملاحة البحرية.

وأكد الباحث اليمني أن “المعلومات الأمنية لدينا

تؤكد تخطيط الحوثي لشن هجمات بحرية بطريقة

الحرب الخاطفة للعصابات والمنظمات الإرهابية

كتكتيك يسعى للظهور كقوة عسكرية على

الساحة الإقليمية”.

وكان رئيس ما يسمى “المجلس السياسي”

للحوثيين مهدي المشاط هدد خلال العرض

العسكري للمليشيات أنهم قادرين ضرب أي

هدف بحري في أي نقطة في البحر الأحمر، وهذا

ما عده الولص اعترافا ضمنيا على توجه

للانقلابيين لشن الهجمات البحرية وضد سفن

الشحن.

وكشف عن تقديم مركز البحر الأحمر للدراسات

الأمنية والسياسية رؤية استراتيجية قبل أيام

لقادة الدول المطلة على البحر الاحمر العربية

والأفريقية ركزت على أهمية تشيد قاعدة

عسكرية عربية وأفريقية مشتركة للدول المطلة

على البحر الأحمر في جزيرة ميون اليمنية لتعزيز

الأمن الإقليمي للبحر الأحمر من أنشطة الحوثي

وإيران.

نص مقابلة “العين الإخبارية”

** لنفتتح الحديث من الرسائل السياسية والأمنية

للحوثي من العرض العسكري عرض البحر الأحمر؟ 

يعتبر هذا المحور ذو أهمية بالغة ليس لأن

العرض العسكري لمليشيات الحوثي كان على

البحر الأحمر وإنما لأن قاعدة أي حروب أو

صراعات مسلحة تقوم على برهان عدم

الاستهانة بالعدو والخصم وأن تكون ندا وجاهزا

على خوض المواجهة في أي وقت وتحت أي

ظرف، وهذا ما يجب أن تدركه الشرعية ممثل

بمجلس القيادة الرئاسي الذي ورث حمل كبير

من إخفاقات القيادة السابقة.

وبالنسبة للعروض العسكرية والتحشيدات

الحوثية، هي تكتيك إيراني صرف يسعى لإضافة

بعد جديد للأسلوب الحربي لأذرعها في اليمن

مصحوبة بدعاية ضخمة وقدرات إعلامية، ولهذا

فإن ضباط الحرس الثوري العاملة في الداخل

اليمني هم من يقيمون هذه العروض العسكرية

في صنعاء ومؤخرا الحديدة وغيرهما من

محافظات يحتلها الحوثيون وتخضع

لمخططاتهم.

الرسالة الإيرانية الأبرز من العروض العسكرية

هي إظهار أن مليشيات الحوثي أصبحت قوة

عسكرية إقليمية منظمة لديها الأسلحة

المتطورة والمتنوعة برا وبحرا، إلى جانب بعث

رسالة لمجلس القيادة الرئاسي أن الانقلاب

أصبح قوة لا يستهان به وذلك كون المجلس

يحوي أقوى قوات عسكرية يمنية على الأرض.

وكخبراء ومتخصصين فإن القراءة السليمة لهذه

العروض أن مليشيات الحوثي تعيش حالة من

الرعب الشديد من وحدة مجلس القيادة الرئاسي

وقواته العسكرية الضاربة التي تشكل قوات

، “المقاومة الجنوبية

“العمالقة بقيادة أبو زرعة”

، “حراس الجمهورية

بقيادة عيدروس الزبيدي”

، “المقاومة التهامية

بقيادة طارق صالح”

“القوات المسلحة لوزارة الدفاع

والشعبية” و

، ما جعل قادة المليشيات وداعميها

اليمنية”

يصابون بالرعب لأنهم يدركون جيدا ماذا يعني

ترتيب هذه الصفوف تحت قيادة واحدة.

بالطبع هذا لا يعني الاستهانة عسكريا بقدرات

مليشيات الحوثي رغم أن الكثير من عتاده تم

تدميره، لكن استمرار عمل الخبراء العسكريين

الإيرانيين ومن حزب الله وبوتيرة عالية على

تطوير الأسلحة وتهريبها عبر البحر من طهران

ابقاء الانقلابيين محتفظين بترسانة سلاح هي

الأكبر باليمن، وللأسف هناك صمت دولي

مريب تجاه أنشطة التهريب للأسلحة وكذا تجاه

المشروع الحوثي الطائفي التوسعي في اليمن

والمنطقة.

ورغم ذلك لو وضعنا مقارنة بسيطة بين قوة

الحوثي والشرعية، بموجب معلومتنا من داخل

مليشيات الحوثي، فإن العروض العسكرية

الحوثية لا تمثل خطرا كبيرا أو قوة قادرة على

الصمود في وجه قوات الشرعية المنضوية تحت

مظلة المجلس الرئاسي والمسنودة من التحالف

العربي جويا ولوجستيا، والتي من شأن توحدها

على الأرض أن يغير المعادلة عسكريا في اليمن

خلال شهر.

** ألا يفهم من حديثكم هذا التقليل من قوة الحوثي؟

لا ليس تقليلا من قوة الحوثي، نحن خضنا في

السابق حروب عنيفة وطاحنة مع مليشيات

الحوثي منذ تمردها الأول 2004 وانقلابها

واجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014،

كانت المعارك تتراوح بين كر وفر بين تقدم

وتقهقر للطرفين طيلة الأعوام الماضية،

والأسباب لا حصر لها لكن أبرز أوجه فشلها

تمثلت صراحة في القيادة العسكرية لوزارة

الدفاع السابقة وفشلها على المستوى العسكري

والتكتيكي.

لكن اليوم أصبح هناك واقع عسكري جديد وجد

مع تشكيل المجلس الرئاسي وأصبحت

مليشيات الحوثي وعروضها العسكرية ليس رقم

صعبا في المعادلة أمام قوات الشرعية مجتمعة

والتي يجري ترتيب صفوفها تحت قيادة الرئيس

رشاد العليمي القائد الأعلى للقوات المسلحة

وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ونؤكد إنه عند

اتخاذ قرار الحرب لن تصمد هذه العروض الحوثية

لا سيما اذا ما فتحت جبهات بالعشرات امتداد

مسرح العمليات القتالي من حرض والبقع

والجوف وشمال مأرب ومفرق الجوف وصرواح

وبلاد مراد والبيضاء ومكيراس وآل حميقان

وجبهات أطراف الضالع على مشارف إب وتعز

وما بعد حيس وجبهات الساحل الغربي والحديدة

فإن الحوثي لن يستطيع الصمود اكثر من شهر

واحد، وأن هجوم موحد ومكثف في مختلف

المحاور يكفي لشل أعصاب الحوثي ولن يصمد

أكثر من 4 أسابيع.

ولنا في المعارك السابقة خير دليل، فبداية هذا

العام عندما تحركت عدة كتائب من قوات

العمالقة استطاعت تحرير 4 مديريات في شبوة

ومأرب خلال أقل أيام وسحقت مليشيات الحوثي

وكبدتها خسائر غير مسبوقة منذ سنوات رغم زج

المليشيات بكل ثقلها وقدراتها للحفاظ على

بيحان وحريب لكنه لم تتمكن من الصمود لشهر

واحد.

دليل آخر، عندما زج الحوثي ودفع بكل قواته

العسكرية وأسلحته دون استثناء وتخطيط

وتكتيك خبراء الحرس الثوري الإيراني لاجتياح

مدينة مارب على مدى 7 شهور متواصلة، لكنه

لم يستطيع “الإفطار بتمر مأرب” كما روج

الإعلام الإيراني للمعركة وتلقى خسائر فادحة

وفقده الآلاف العناصر القتلى فضلا عن آلاف

الجرحى، عندها كانت المليشيات قد أوقفت كل

الجبهات وسحبت قواتها وعززت بها مأرب ومع

ذلك فشلت فشلا ذريعا.

هذه الوقائع القريبة تؤكد أن استعراضات الحوثي

وتحشيداته لا تمثل أهمية كبيرة في المعادلة

على الأرض، ونعتبرها قوات بقدرات متوسطة

وهي أقل من أن تكون قادرة على تحقيق

انتصارات جديدة في قادم الأيام، لكنها قد تحدث

إرباك خطيرا وتهديدات جمة على الضفة الأخرى

من الجبهة البحرية في البحر الأحمر من خلال

تنفيذ عمليات عسكرية خاطفة قد تستهدف فيها

ناقلات بحرية للطاقة أو ناقلات تجارة عالمية

انطلاقا من الحديدة.

كما أن معلوماتنا الأمنية تؤكد تخطيط مليشيات

الحوثي لهذه الهجمات البحرية بالفعل للظهور

كقوة على الساحة الإقليمية كتكتيك عسكري

حربي يعتمد “الحرب الخاطفة للعصابات

والمنظمات الإرهابية”.

** هل هذا يعني أن الحديدة باتت قاعدة حوثية على

البحر الأحمر؟

نحن لا نجزم أن مليشيات الحوثي شيدت قاعدة

بحرية إيرانية في البحر الأحمر وفق المفهوم

العسكري، والحقيقة أن إيران ومليشيات الحوثي

تسيطر على العديد من الجزر اليمنية في سواحل

البحر الأحمر وعلى الحديدة.

وصراحة فإن مليشيات الحوثي والعسكريين

الإيرانيين مسيطرين كليا على سواحل يمنية

يصل امتدادها لنحو 400 كيلو متر ابتداء من

جنوبي الحديدة إلى ميدي شمالا، وهذه كارثة

بكل ما تعنيه الكلمة وبالتأكيد استغلت إيران

والحوثي اتفاق استكهولم من خلال توقيف أي

عمل عسكري في جبهة الحديدة واستطاعت

ترتيب صفوف مليشيات الحوثي وباتت

المحافظة ملاذ آمن لتطوير قدراتها وقوتها وبات

اتفاق ستوكهولم يخدم بدرجة 100 %مليشيات

الحوثي.

وبحسب معلوماتنا الأمنية فإن مليشيات

الحوثي حصلت عقب اتفاق استكهولم على

صواريخ إيرانية مستنسخة من صواريخ

“سيلكورم” الصينية بعد تهريبها من موانئ

إيرانية، وبعض الصواريخ طورت في الحديدة

وهي صواريخ “أرض بحر” وتجري إيران والحوثي

اختبارها على قوارب عسكرية سريعة تمهيدا

لإعدادها وتجهيزها لتنفيذ أي هجمات بحرية

خاطفة عند الحاجة في البحر الأحمر والممر

الدولي، انطلاقا من سواحل الحديدة غير المحررة

وهذا يعد تطور خطير جدا على الجبهة البحرية.

ومنح ذلك مليشيات الحوثي لتصبح اليوم قادرة

على تنفيذ عمليات عسكرية خاطفة في البحر

الأحمر منها مثلا استهداف ناقلات تجارية بحرية

بالصواريخ المستنسخة من “سيلكورم” التي

طورها الحرس الثوري الإيراني ونقلها إلى

الحديدة خلال عام مضى.

** إذا ما الحلول لمواجهة تهديدات الحوثي – إيران في

البحر الأحمر ؟

نحن في مركز البحر الأحمر للدراسات الأمنية

والسياسية قدمنا رؤية استراتيجية قبل أيام

بشأن الأمن الإقليمي للبحر الأحمر وقدمت

لقادة الدول المطلة على البحر الأحمر العربية

والأفريقية، وتركز رؤيتنا على أهمية تشييد قاعدة

عسكرية عربية أفريقية مشتركة للدول المطلة

على البحر الأحمر في جزيرة ميون اليمنية وفقا

لميثاق جامعة الدول العربية في مجال الدفاع

العربي المشترك.

هذه القاعدة العسكرية سوف تؤمن الممر

الدولي في البحر الأحمر إلى جانب تأمين عبور

إمدادات الطاقة من البحر الأحمر وحماية

السواحل اليمنية من أي أخطار تشكلها

التهديدات الواضحة من اذرع إيران في اليمن

والمنطقة فضلا عن أنشطة سفنها العسكرية

فوق أعالي البحار.

** هل وثقتم أدلة أخرى على تدخلات إيران في الملف

اليمني؟ 

أوجه تدخلات إيران في اليمن وفي دعم

مليشيات الحوثي تمتد من الجانب العسكري إلى

الاستخباراتي والمادي والمعنوي والفكري، وقد

وثقنا ذلك بالفعل في عدة دراسات إستراتيجية

صادرة عن مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية

والأمنية وهي مدعمة بالوثائق والمعلومات

والأرقام منها دراسة أسلحة الألغام الإيرانية

،

وحملت عنوان “إيران تفخخ اليمن بالألغام”

وكذلك دراسة “المراكز الصيفية الحوثية َ.. الوجه

الآخر لإرهاب الحرس الثوري الإيراني” والتي

ترجمت لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية.

** كيف تقرأون الدور الأمريكي في اليمن، وإلى أي

مدى قدم حلولا لأزمة البلد؟

للأسف لا زال الدور الأمريكي في اليمن سلبيا،

إذا ما نظرنا إلى دور واشنطن في مكافحة

الأنشطة العسكرية والاستخباراتية للحوثيين

لاسيما تهريب السلاح والذي لم يرقى إلى حجم

قطع شرايين الحوثي وعزله عن إيران.

كما أن إدارة الرئيس بايدن لم تتخذ حتى الآن

خطوات تثبت جديتها وتعاملها المسؤول في

الملف اليمني باستثناء بعض المواقف

الإعلامية الداعمة للسلام وللهدنة وذلك منذ

شطبها الحوثي من قوائم الإرهاب ما شجعه

على التمادي في جرائمه وتوحشه ضد اليمنيين.

كذلك الهدنة التي تدعمها واشنطن ينتهكها

الحوثيون بشكل سافر ولم ينفذوا منها أي بند،

ويتم استثمار التهدئة ووقف المعارك في ترتيب

صفوفهم القتالية، في المقابل هناك مئات

القتلى من صفوف قوات الشرعية ومن

المدنيين بسبب خروقات الحوثي اليومية فضلا

عن استمرار حصار تعز ولم تستخدم واشنطن

طيلة 5 شهور من عمر الهدنة أي أوراق ضغط

لإجبار المليشيات على فتح طريق إنساني وحيد

إلى مدينة تعز.

نحن نعتقد أن الضغط الفعال من قبل واشنطن

على مليشيات الحوثي سيتوج بثمار عدة منها

فتح شرايين تعز المسدودة وصيانة خزان صافر

وتوقيف الخروقات لكن فيما يبدو فأن

السياسات الأمريكية لإدارة بايدن تجاه اليمن لا

تعدو عن تصوير السلام الوهمي أنه انجاز تحقق

بهدف كسب الانتخابات النصفية المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى