
كلّ الإمبراطوريات والدول والجماعات المسلحة التي سقطت، كانت في أوج قوّتها العسكرية؛
من الإمبراطورية الرومانية، إلى هتلر النازية، وصولًا إلى الطاغية بشار الأسد.
القوة العسكرية وحدها، ربما كانت من أسباب السقوط؛
لأنها تمنحك وهم الاستعلاء والغرور، وتحجب عنك الرؤية، وتُصيبك بالعتمة تجاه مواقع الخلل.
القوة وحدها، منفردةً بمعزلٍ عن العدالة، وكرامة الناس، وأمنهم، ومستوى رضاهم، هي من موجبات السقوط والفشل.
فكيف إذا كانت “القوة” التي تمتلكها ميليشيات مثل “الحوثي”،
هي قوةٌ للقتل، والقمع، وقهر المجتمع، وانتزاع لقمة الجائع من فمه، ومصادرة حقوقه، وتجريف هويته، وسحق آدميته؟!
هذه “القوة” هي سبب رئيسٌ للسقوط.
لم تسقط أنظمة ولا ميليشيات وهي ضعيفة عسكريًا؛
دائمًا ما كان السقوط لقوةٍ مجرّدة، وهي توهم الناس (وتتوهم) أنها قوية،
بينما هي في لحظة ضعفٍ داخلي.
هي تعيش العتمة وعمى الرؤية.
ليس قويًا مَن كان سلاحه موجّهًا إلى صدور المجتمع،
وليس قويًا من يتحيّن الناسُ من حوله لحظة انتقام