د/ذياب الدباء .
تمثل مراكز الدراسات والبحوث فئة مهمة من منظمات المجتمع المدني غير الربحية، كون توجهاتها بحثية وعلمية مجردة، لا تهدف الى الربح ولا تعبر عن اي توجهات ايديولوجية، اذ تعمل على الانتاج المعرفي وصناعة الوعي والتنوير، بتجرد وحياد واستقلالية.
وتحظى بعلاقات طيبة في الغالب مع الجهات الحكومية والرسمية، والقطاع الخاص، في سياق التعاون المشترك في تحليل وتشخيص المشاكل التي تهم صناع القرار، وقضايا الشأن العام.
وتبرز أهمية مراكز الدراسات والبحوث في انها تخطت ادوارها التقليدية في تبني ومناقشة القضايا ذات الابعاد الهامشية، وتحولت الى لاعب مهم في الميدان السياسي، بل ربما اصبحت أحد ابرز اللاعببين الاكثر تأثيراً في توجيه وصنع القرار ، بما لديها من النفوذ والمعرفة والخبرة العلمية، وتتصدر المعلومات والتحليلات والتوصيات الصادرة من مراكز الدراسات قائمة حيثيات اتخاذ القرارت ووضع الخطط.
وتتعدد مهام مراكز الدراسات والبحوث ما بين المشاركة في تشكيل وتصويب واتخاذ القرار، واستثمار الخبرات والكفاءات العلمية والاكاديمية، واستيعاب طاقاتها وتوجيهها، وتشجيع المببدعين منهم، وهي بذلك توفر فرص عمل كثيرة للوسط الاكاديمي، ايضاً تشارك بفعالية في التنمية الثقافية والسياسية، وتأهيل وتدريب النخب وصناع القرار وقادة الراي، اضافة للتنسيق وتسهيل الحوارات الفكرية والسياسية، والندوات والتبادل الثقافي.
وتواجه مراكز الدراسات والبحوث العديد من العوائق والاشكالات والتي تتلخص ابرزها في ضعف التمويل، وعدم توفر الامكانات، وشحة المعلومات وقواعد البيانات، وهجرة العقول البحثية والاكاديمية، وتنامي الايديلوجيات والتوجهات المتحيزة. ومع ذلك فقد تركت مراكز الدراسات اثر ايجابي على الصعيد العام، من خلال انتاجها، وفعالياتها المتنوعة وتفاعلاتها المتزامنة مع المتغيرات السياسية والثقافية والعلمية.
. المدير التنفيذي لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية.
