اخبارفعاليات

ندوة فكرية تؤكد على الدور المصري في نجاح الثورة اليمنية ”26 سبتمبر” وتثمن جهود القاهرة والرياض في مواجهة الإماميين الجدد

القاهرة - خاص

شهدت العاصمة المصرية القاهرة ندوة فكرية عقدها مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية برئاسة اللواء أركان حرب حمدي لبيب وبالشراكة مع مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، والبرنامج اليمني برئاسة الدبلوماسية اليمنية بشرى الإرياني، وحضور المستشار الصحفي للبرنامج اليمني والكاتب المتخصص في الشؤون اليمنية محمد عمر الجهني، وإدارها الإعلامي هاني الجمل.

الندوة الموسعة بعنوان “مصر والاستقلال العربي – ثورة 26 سبتمبر اليمنية نموذجًا” شهدت حضور متميز لشخصيات سياسية وأكاديمية وإعلامية من اليمن ومصر وعدد من الدول العربية.وقد أثيرت بنقاشات ومداخلات جادة عكست شغف الحاضرين بقضية الثورة اليمنية وأبعادها العربية.

وقال المتحدثون أن الثورة اليمنية لم تكن حدثاً محلياً فحسب بل مثلت منعطفاً تاريخياً في مسار التحرر العربي، مؤكدين على أن الدور المصري كان جوهرياً في نجاحها، مرسخا رمزاً للأخوة العربية في أنبل صوره.

وأشاد الحاضرون بمواقف مصر الثابتة التي لم تتراجع يوما عن دعم الشعب اليمني في سعيه إلى الحرية والعدالة وقالوا إنه جاء ذلك متسقاً مع الدور الذي لعبته القاهرة في دعم حركات التحرر الوطني في أكثر من قطر عربي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ما جعلها حاضنة لنضالات الشعوب ومصدر إلهام لكل من ينشد الحرية.

ولم تقتصر الندوة على استعراض الماضي فحسب، بل تطرقت إلى التحديات الراهنة التي تواجه اليمن والمنطقة العربية برمتها، حيث شدد الحاضرون على أن دروس 26سبتمبر ما زالت حية وينبغي استدعاؤها اليوم لبناء دولة المؤسسات وتعزيز الهوية الوطنية ومواجهة التدخلات الخارجية.

وأشاد المتحدثون بالدور القيادي الذي يضطلع به الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم استقرار الدول العربية؛ معتبرين أن رؤيته التي تضع الحفاظ على الدولة الوطنية في مقدمة الأولويات، تمثل اليوم حجر الأساس لحماية الأمن القومي العربي، كما أكدوا على أن الدعم المصري المتواصل لليمن سواء عبر المواقف السياسية أو المبادرات الإنسانية والتعليمية يعكس عمق الروابط التي تجمع البلدين وحرص القاهرة الدائم على الوقوف إلى جانب أشقائها في أوقات الشدة.

وشارك مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، بكلمة في الندوة ألقاها المهندس، عبد الرحمن الصلاحي مدير وحدة الدراسات العلمية والبيئية والاستثمار لدى المركز، حول الدور المصري في نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962، والدور الذي تلعبه مصر حاليًا مع السعودية في مواجهة المشروع الإمامي الإنقلابي الجديد في اليمن.

وقال المهندس الصلاحي، إن مصر العظيمة، برسالتها التاريخية وريادتها الأصيلة، ظلت وستظل السند الذي تستند عليه قضايا الإستقلال العربي، والحصن الحصين لليمن والأمة العربية جمعاء.
مضيفًا: ”نحن نحتفل ونحيي ذكرى ثورة 26 سبتمبر، لكننا لا نتحدث هنا عن مناسبة وطنية يمنية خالصة، بل عن نموذجٍ ساطعٍ يتجسد فيه معنى التضامن العربي بمفهومه الإستراتيجي الأصيل والأعمق، ذلك الذي جسّدته جمهورية مصر العربية بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر”.

واكد الصلاحي إن مصر لم تتردد في دعم ثورة اليمن حيث كانت تقود معركة التحرر القومي في العالم العربي، ووقفت الى جانبها سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً وإعلامياً وعلى كافة المستويات، تدافع عن قضيتنا في المحافل الدولية، من أجل كسب الاعتراف العربي والعالمي بشرعية الثورة اليمنية.

كما مدّت مصر يد العون في المجال الاقتصادي لإسناد جهود البناء والتنمية، وفتحت أبوابها للتعاون التعليمي والصحي، إيمانًا بأن الثورة لا تكتمل إلا ببناء الإنسان.

وفي ميدان الإعلام، كانت إذاعة صوت العرب لسان حال الثورة، تنقل رسائل التحرير إلى صنعاء وتعز والحديدة وصعدة، وإلى كل بيت عربي فتهز عروش الاستبداد بالكلمة الحرة كما هزتها المدافع في الميدان.

واشارت كلمة مركز البحر الأحمر إلى إن هذا الدعم المصري العظيم لم يقتصر على شمال اليمن وحده، بل امتد أيضًا إلى جنوبه، حيث أدركت القيادة المصرية أن معركة التحرر في الشمال لا تنفصل عن نضال أبناء الجنوب ضد الاستعمار. فكان لمصر دور محوري في مساندة حركات الكفاح الوطني ، ليكتمل المشهد اليمني بانتزاع الإستقلال الوطني في جنوب الوطن عام 1967م، كأحد الثمار المباشرة لذلك التضامن القومي.

وجاء في الكلمة: ”لقد فهمت القيادة المصرية أن معركة اليمن هي معركة مصر، وأن أمنها القومي يبدأ من عمقها العربي. وكانت الرسالة واضحة: إن قضايا الاستقلال العربي لا تتجزأ، وأن تحرر أي قطر عربي هو رصيدٌ لقوة الأمة جمعاء وضمانة لأمنها. لقد حوّلت مصر ثورة سبتمبر من حدث محلي إلى قضية قومية عربية، وأثبتت بأن التضامن العربي إلتزامٌ تُدفع أثمانه الغالية.

ولعل أبلغ دليل على عمق هذا الالتزام، وفق ما قاله المهندس عبدالرحمن هو التضحية بالنفس، فدماء الآلاف من الجنود المصريين الأبطال، التي روَت أرض اليمن، هي الشاهد الأصدق على إخلاص الموقف المصري العظيم. وفي مقدمة هؤلاء الأبطال، يبرز اسم “الشهيد / نبيل وقاد “، كأول دم مصري يسقط شهيدًا مجيداً يُسقى به تراب اليمن الجمهوري شاهداً أبدياً على عمق هذه التضحية وصدق هذا الأخوة دفاعًا عن حلم الشعب اليمني في الجمهورية والحرية.

وتحدث الصلاحي، أنه وبعد ثلاثة وستين عاماً، تمر اليمن اليوم بمنعطف تاريخي بالغ التعقيد بسبب الحرب التي تسببت به مليشيات الحوثي والتي أدت إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، وتعطيل العملية التعليمية، وتوقف الاستثمار، وتمزيق النسيج الاجتماعي، و زرع أكثر من مليونين ونصف مليون لغم أرضي في مختلف المناطق، مما حوّل مساحات شاسعة إلى حقول ألغام ومقابر جماعية.

كما أدت عسكرة المليشيات الحوثية للبحر الأحمر، إلى إقحام اليمن في أزمات إقليمية ودولية، كان البلاد بأمس الحاجة إلى تجنبها للحفاظ على استقرار اليمن وأمنه القومي. لكن ذكرى سبتمبر تظل بمثابة البوصلة التي تؤكد على أن خيار الشعب اليمني هو الدولة المدنية الموحدة المستقلة، والخيار العربي هو طريق التضامن لا التفرقة.

وأضاف: ”اليوم،ونحن نواجه تحديات كبرى في منطقتنا أثبت فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بمواقفه التاريخية المشرفة أن مصر ستبقى الحصن المنيع والسند الأمين، على ذات النهج العروبي القومي تجاه اليمن، ودعمها ومساندتها لليمن مجددا لمواجهة الانقلاب الحوثي الامامي الجديد. ونفخر اليوم بالدور الكبير الذي تضطلع به مصر إلى جانب التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في دعم الشرعية اليمنية والسعي لاستعادة الدولة.

كما ثمّنت الكلمة عاليًا المواقف الأخوية والمشرفة للمملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وحكومة وشعب المملكة في دعم اليمن على مختلف الأصعدة. وقالت إن الدعم السعودي المنقطع النظير لمجلس القيادة الرئاسي هو عربون وفاء وإخاء لا يٌنسى يظل راسخاً في وجدان الشعب اليمني ، وهذا الدعم يٌضفي على مجلس القيادة الرئاسي المزيد من العزيمة والثقة لتحمل مسؤولياته الوطنية الكبرى، وقيادة المرحلة الحاسمة نحو إنهاء الإنقلاب وإستعادة الدولة.

إضافة الى جهود المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في رعاية المفاوضات ومحاولات تحقيق السلام في اليمن، التي قوبلت جميعها برفض وتعنت مليشيا الحوثي السلالية.

وفي الذكرى الـ63 لثورة سبتمبر الخالدة، عبر المهندس الصلاحي عن أمله أن تكون هذه المناسبة محطة انطلاق جديدة للشعب اليمني نحو إستعادة الدولة وبناء يمنٍ جديد خالٍ من الحرب والدمار، ينعم فيه شعبنا بالسلام والعدالة والكرامة.

وختم قائلاً: ”ستظل مصر، بعروبتها وقيادتها وشعبها، هي الركن الشديد والسند الداعم لكل قضايا الأمة العادلة.رحم الله شهدائنا وشهداء مصر الأبرار، تحيا مصر تحيا العروبة”.

وفي ختام الندوة عبّر المنظمون عن تقديرهم لكل الشخصيات التي لبّت الدعوة وأسهمت في إثراء النقاشات، مؤكدين أن هذه الندوة تمثل خطوة أولى في مسار طويل من الحوار والعمل المشترك بين مصر واليمن، كما شددوا على أن العلاقة بين البلدين ستظل مثالاً للتعاون العربي الصادق وأن المستقبل يحمل مزيد الشراكات في مختلف المجالات؛ السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية.

حضر الندوة، شخصيات يمنية بارزة برلمانية وحكومية وسياسية وأكاديمية منهم:

1- علي المعمري عضو مجلس النواب

2- عبدالرحمن معزب عضو مجلس النواب رئيس الكتلة البرلمانية للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية

3- الشيخ محسن البحر عضو مجلس النواب

4- ياسر الرعيني وزير سابق

5- محمد العمراني مدير المكتب الفني للمشاورات مدير عام المركز الوطني للمعلومات.

6- أمة الرزاق الهجري – مدير عام في قطاع المرأة في الحكومة اليمنية.

إضافة إلى حضور عدد آخر من الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية اليمنية والمصرية.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى