إيران.. وفقدان الردع
بقلم حسين الصادر- نائب رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية

بعد مايقرب عن أكثر من عشرة أيام من الصراع بين إيران وإسرائيل، هناك سؤال يطرح نفسه بالنسبة للمتخصصين في الشأن الإيراني، وهو هل فقدت إيران ” القدرة على الردع “؟
لكن قبل الجواب على هذا السؤال، نُعرج على مفهوم الردع الإيراني، ومما يتكون في نقاط سريعة.
تم التفكير في بناء الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية في تسعينات القرن الماضي وكان ذلك بعد الخروج من حرب قاسية ومدمرة مع العراق استمرت ثمان سنوات وادت هذه الحرب الى تدمير واسع للبنية التحتية للطاقة في إيران وهي عمود الاقتصاد الإيراني والى افلاس التشكيلات العسكرية من الأسلحة المهمة والفاعلة في ظل حظر دولي على تصدير السلاح لإيران.
لذلك خططت إيران بنيتها الدفاعية في تلك الظروف، على النحو التالي:
اولاً : العمل على تشكيل ” كيانات مسلحة خارج حدود الدولة تؤمن بالثورة وافكارها ومعتقداتها وتم لطهران ما ارادت، ويدعم ذلك الفعل دستور حكومة الثورة في إيران. ويطلق على هذه الكيانات خط الدفاع الأول.
ثانياً : بناء قوة ردع فعلي اعتماداً على الذات وتمثل هذا الهدف في بناء الصواريخ والمسيرات.
اما خط الدفاع الثالث في الإستراتيجية الإيرانية هو بناء قوة الردع الدائمة والمتمثل في انتاج القنبلة النووية.
يضاف الى ذلك مناورة الردع الجيوسياسي والمتمثل في تهديد خطوط الطاقة عبر تهديد الممرات المائية.
من ضمن محددات الإستراتيجية هو عدم دخول إيران في حرب مباشرة.
كيف تهاوت هذه الاستراتيجية..؟
1- انهارت الكيانات الخارجية “الأذرع’
2- سلاح الردع المتوفر لم يكن فعال بما يكفي
ليمنع الخصم من الهجوم.
3- الردع النووي لم يتم إنجازه.
4- فرض الخصم الحرب داخل حدود الدولة خلافاً للرؤية الدفاعية واجبار إيران على الحرب المباشرة.
وفي ظل هذا التوضيح يبدو ان إيران خسرت القدرة على الردع بغض النظر عن الاستمرار في الحرب.
وهناك الكثير سوف نكتب عنه في الايام القادمة.