قال إن العالم بدأ يفتح عينيه على طبيعة هذه الحركة “السفير الفرنسي لدى اليمن يؤكد أن ممارسات الحوثيين فاقت”
ملخص لقاء السفير الفرنسي _ صحيفة الشرق الأوسط
أكد سفير جمهورية فرنسا لدى اليمن جان ماري صفا أن تجاوزات مليشيا الحوثي الإرهابية تثير قلق المجتمع الدولي بأسره، وكلما تم مقارنتها بحركات إرهابية أخرى تكون المقارنة دائما أسوأ.
وقال: “البعض يقارن الحوثيين بحركة «طالبان» في أفغانستان، والبعض الآخر بالخمير الحمر، وفي كل مرّة يُقارَن الحوثيّون بحركة أخرى، تكون المقارنة دائماً أسوأ مما تعتقد، إنهم يدمرون المجتمع اليمني من الداخل ويدمرون الهياكل القبلية والقيم القبلية التي تحمي النساء والأطفال، أقاموا نظاماً من الرّعب والمراقبة على السكان.
وأضاف جان ماري في حوار مع صحيفة (الشرق الأوسط) أن “الحوثيون يسعون لإخبار العالم بأنهم ضحايا الصراع في اليمن، وهذا لم يعد يقنع أحداً الحوثيون قَمعيون ويزداد قمعهم للنساء والشباب والقبائل واليمنيين بشكل عام، كلّ يوم ،لم تَعُد أسطوانة الحوثيين المكسورة كافية لإخفاء الحقيقة.
وقال ماري : “العالم بدأ يفتح عينيه على طبيعة حركة الحوثيين إن القلق يتزايد داخل المجتمع الدولي بشأن تجاوزات نظام الحوثي الذي يهاجم كل شيء، النساء والأطفال وموظفي الدولة والثقافة والقيم القبلية ..الحوثيون يدمرون المجتمع اليمني من الداخل إنهم يدمرون الحاضر، ولكن أيضاً مستقبل الشباب اليمني، «المخيمات الصيفية» وتلقين الشباب للعقيدة هي مصادر قلق رئيسية شعب بأكمله في خطر بسبب أيديولوجية الحوثي.
وكشف السفير الفرنسي عن تواصلات سابقة له مع الحوثيين قبل توليه منصب السفير في اكتوبر 2020 وبعدها “غير أن هذا التواصل ازداد صعوبة بسبب سلوك الحوثيين” مردفا: يعزل الحوثيون أنفسهم عن العالم، وهم يفرضون على المجتمع الدولي قنوات محددة للنقاش مع أشخاص ليس لديهم سلطة اتخاذ القرار، العالم غير مسؤول عن هذا السلوك من الحوثيين الذين يغلقون الباب في وجه أي حوار حقيقي.
*صراع بين مشروعين*
وقال السفير صفا إن الصراع في اليمن بين مشروعين هما المشروع الحوثي الذي يريد فرض سلطته الكاملة على جميع اليمنيين ويتّخذ طابعاً شمولياً بشكل متزايد، ويسعى إلى خنق المجتمع، وقمع النساء وغسل أدمغة الشباب، ومشروع الحكومة اليمنية الذي يمثّل مشروع دولة جمهورية تعددية تحترم تنوع المجتمع اليمني.
وأكد أن مشروع الحكومة اليمنية يضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، رئيس المجلس الدكتور رشاد العليمي رجل حكيم ووطني ورجل توافقي يدافع عن المصالح العليا لليمن واليمنيين.
وتابع: “الحكومة الشرعية تواجه العديد من المشاكل، ولكن على عكس الحوثيين، تتصرف الحكومة بحسّ من المسؤولية أمام شعبها وأمام المجتمع الدولي، هي تعمل على تجاوز انقساماتها من أجل المصلحة العامة، كما تسعى إلى تصحيح أخطائها ومحاربة الفساد … أشاد تقرير حديث للأمم المتحدة بجهود الحكومة لمكافحة تجنيد الأطفال. بالمقابل، بين صفوف الحوثيين، يصل تجنيد الأطفال إلى مستويات مرعبة.
وقال إنه لايمكن القول ليس هناك فساد “لكني أرى حسن النية بين كثير من الناس، من جميع التوجهات السياسية، الذين يعملون لصالح اليمن ويريدون خدمة دولة جمهورية ومواطن” داعياً إلى دعم جهود المجلس الرئاسي لإعادة الدولة التي تخدم جميع اليمنيين، مؤكداً أن عودة الدولة لخدمة الشعب هو الحل الحقيقي في اليمن.
وأكد أن استراتيجية الحوثيين هي إسقاط الحكومة بكل الوسائل ليحلوا محلها، ولهذا السبب لا يرفضون التفاوض مع الحكومة وحسب، بل يلجأون إلى العنف لتدمير الحكومة، لا سيّما عن طريق خنقها اقتصادياً من خلال الهجمات على محطات النفط.
مضيفا بأن الشعب اليمني هو الذي يدفع ثمن الهجمات التي شنها الحوثيون على موانئ النفط والتي تم تصنيف هذه الهجمات من قبل مجلس الأمن وفرنسا بأنها أعمال إرهابية.واتهم السفير الفرنسي لدى اليمن الحوثيين بالقيام بحملات تضليلية ضد بلاده، معتبراً أنه من الجنون الإستماع إلى تفسيرات لا أساس لها، بل حتى أنها وهمية.
*جهود السلام*
وأكد سفير فرنسا لدى اليمن أن كل الأطراف في اليمن وخارج اليمن يريد السلام، والحوثيون هم الطرف الوحيد الذي يقف في وجه المصالحة الوطنية، وبالتالي نهاية الحرب الأهلية، مجدداً دعم بلاده بقوة لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
وأثنى السفير الفرنسي على جهود مجلس دول التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية، اللذين اختارا بوضوح السلام، واللذين يعملان على جمع كلّ الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات نفسها تحت رعاية الأمم المتحدة.
وفي المقابل أشار السفير الفرنسي إلى الدور الإيراني المزعزع في اليمن مؤكداً أن “إيران تؤدي دوراً سلبياً في مختلف الأزمات التي تهز المنطقة في اليمن، للإيرانيين تأثير على الحوثيين وبشكل واضح، لا سيما على الجناح المتشدد، مضيفاً: أعتقد أيضاً أن الحوثيين يراقبون عن كثب ما يحدث في إيران الآن.
وقال إن التصعيد الحوثي الأخير بالهجوم على منشآت النفط يريد خنق الحكومة اقتصادياً من خلال فرض شبه حصار اقتصادي عبر هجمات تهدف إلى منع أي تصدير للنفط من الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة، معرباً عن القلق من التهديد الذي يشكله الحوثيون على التجارة البحرية الدولية، مضيفاً بأن “الحوثيين يتجاوزون خطوطاً حمراء غير مقبولة”.
وقال: “يجب أن يفهموا أن الاستمرار في مسار العنف هذا، ما هو إلا ضد مصلحة السلام واليمن واليمنيين وحتى ضدّ مصلحتهم الخاصة”.
واختتم السفير الفرنسي لدى اليمن قائلاً “أن مليشيا الحوثي الإرهابية تعيش صراعا داخليا لا يرحم من أجل النفوذ على السيطرة على الموارد كاشفاً النقاب عن وجود جناح داخل الجماعة يريد التخلي عن الخيار العسكري للإنضمام إلى العملية السياسية”.