اخبار

“الحوثيون يحبطون مساعي المجتمع الدولي في تحقيق السلام”

بقلم/ حسين الصادر.
تسيطر حالة من الاحباط لكل المراقبين للوضع في اليمن وتتلاشى الآمال في تحسين المناخات اللازمة للبدأ في عملية سلام جاده في اليمن..
والى الأن لم تنجح جهود المجتمع الدولي ممثل بالأمم المتحدة والدول الراعية منذ بداية أبريل الماضي عبر فرض الهدنة والتي تم تجديدها لثلاث مرات  ولمدة شهرين في كل مره في خلق المناخ المأمول للمضي نحو السلام…
 
واذا كان الطرف الحكومي قد ابدأ مرونه مقبوله والتزم بما عليه تقريباً ، يقابله تعنت من قبل الحوثيين.
ويلاحظ المراقب ان تعامل الحوثيين مع الهدن المتكررة  بعدم الجدية  ، ولم يوفوا بالتزاماتهم  مثل رفع الحصار عن المدن او دفع المرتبات بل تنصلوا كلياً من قضية المرتبات..
 
وفي المستوى الميداني يقوموا بخرق الهدنة بشكل يومي منذ إعلان أول هدنه وحتى اللحظة..
 
بل أن الحوثيين يبالغون في التعنت عبر عدة رسائل لأنصارهم وداعميهم عبر العروض العسكرية التي يقيمونها في المدن التي يسيطرون عليها ويتزامن ذلك مع حشد مكثف لمعداتهم في مختلف الجبهات…..
 
ويمكن لأي قارئ بسيط لتصرفات الحوثيين ان يستنتج ان الحوثيين يدقون طبول الحرب بغض النظر عن حديث الأخرين عن السلام..
 
يتعامل المجتمع الدولي ببرودة مع تشدد الحوثيين وكأن هدفه هو الأخر الوقوف عند تهدئة مؤقته…
 
لقد منحت الهدنة الحوثيين فرص أكبر لتحرك الدبلوماسي وعلى المستوى العسكري سمحت با أعادت ترتيب أوضاعه العسكرية،  بعد ان مني بهزيمة عسكرية ساحقة على يد قوات العمالقة الحكومية في شمال شبوه وجنوب مارب في بداية العام الحالي وقبيل الهدنة…
 
واذا كان الحوثي لم يستغل التهدئة للمشاركة الفاعلة في تحسين مناخ ملائم للسلام،  فمن المؤكد انه استغل هذه المساحة الزمنية لترتيب او ضاعه العسكرية..
 
ويركز الحوثي اذا ما عادت الحرب على تدعيم خيارات استراتيجية وتثبيتها كا أمر واقع،  ومن هذه الخيارات خيار “جيوبلتكسي ” يتعلق بزيادة مساحة سيطرته على جنوب البحر الأحمر وتهديد الملاحة العالمية،  والخيار الأخر تطوير الصواريخ والمسيرات كقوة ردع فعالة..
 
وتقف طهران خلف هذه الاستراتيجية العسكرية للحوثيين وتقوم بتدعيمها بكل السبل الممكنة..،  وتهدف استراتيجية طهران من هذه الاستراتيجية الى استمرار شبح الحوثي في جنوب غرب الجزيرة العربية في أكثر النقاط حساسية للأمن الاقليمي والعالمي ، كورقة استراتيجية تهدد بها التجارة العالمية في وقت يشهد العالم ازمات طاقة غير مسبوقة منذ عقود..
*نائب رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى