اخبار

الحوثية تصعد خطابها ضد السعودية بعد توقف حرب غزة.. 3 سيناريوهات محتملة

تتصاعد تهديدات جماعة الحوثيين في اليمن، باستئناف العمليات العسكرية ضد السعودية، وهي التهديدات التي تطلقها أخيراً القيادات السياسية والإعلامية، وكذا القيادات العسكرية للجماعة.

وتزايدت حدّة الخطاب الإعلامي للحوثيين التحريضي ضد السعودية عقب اتفاق غزة الذي توقفت بموجبه العمليات العسكرية في قطاع غزة، في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتوقفت معه عمليات إسناد غزة التي أعلن عنها الحوثيون، وهو الاتفاق الذي جاء بعد أشهر قليلة من الاتفاق المبرم بين الجماعة والإدارة الأمريكية، على إيقاف عمليات الاستهداف المتبادلة بين الطرفين والذي تمّ التوصل إليه برعاية عُمانية في مايو/ أيار الماضي، لتجد جماعة الحوثيين نفسها بلا حرب، وهي التي توصف دائماً بأنها تعيش على الحروب.

وبشكل شبه يومي، تتحدث قناة المسيرة التابعة للحوثيين عن إصابات في صفوف مواطنين في القرى الحدودية نتيجة الاستهدافات والقصف المدفعي المتواصل من الجانب السعودي، في اتهام مبّطن للسعوديين بخرق الهدنة بين الجانبين.

جماعة الحوثيين تحذّر السعودية

التحريض الحوثي ضد السعودية لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلى اتهامها بالتعاون مع الهجوم الأمريكي والإسرائيلي على اليمن، وصولاً إلى زعم الحوثيين إلقاء القبض على شبكة تجسسية تتبع غرفة عمليات مشتركة بين الاستخبارات الأمريكية ونظيرتها السعودية والموساد الإسرائيلي، وأن مقر غرفة العمليات المشتركة يقع في الأراضي السعودية.

من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية، عاصم المجاهد، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “التحريض والهجوم الإعلامي والاتهامات المتبادلة، ترفع مستوى الخطاب وتزيد من احتمالية الأخطاء في حسابات الطرفين، فكلما تضخمت اللغة وارتفعت حدة كلماتها، وتحولت إلى تهديدات علنية، أصبح من الصعب التحكم بهامش ضبط النفس، أما المناورات العسكرية في السعودية والتي جمعت دولاً إقليمية، فهي رسالة سياسية وعسكرية واضحة مفادها الاستعراض والردع، ولكنها لا تعني بالضرورة استعداداً للحرب”.

وبرأيه، فإن “وجود قوات ومناورات مشتركة في البحر الأحمر يعطي الرياض قدرة ردع أوسع، ويضيّق هامش المناورة أمام الحوثيين، وفي الوقت ذاته، يمنح الرياض خيارات تكتيكية أوسع في حال تطورت الأمور إلى اشتباك محدود في البحر الأحمر، ويعطي رسالة أن السعودية قادرة على المواجهة، وتأمين مصالحها في البحر الأحمر والممرات البحرية”.

واعتبر الباحث أن “كلا الطرفين لا يرغبان في سجال مفتوح في الوقت الراهن، فالسعودية منشغلة بحسابات أمنية وسياسية داخلية وإقليمية، والحوثيون أيضاً في طور موازنة بين طموح تصعيدي وحاجة للبقاء الداخلي، وتجنّب انكشافات خطيرة قد تهدّد وجودهم، أضف إلى ذلك أن اللعب بالوكالة والردع المتبادل عبر الضربات المحدودة والعمليات البحرية والطائرات المسيّرة يخدم أهداف الطرفين من دون الدخول في حرب تقليدية مفتوحة.

وأشار المجاهد إلى أن “التحريض والخطاب العسكري أداة تعبئة وجزء من هوية سياسية وجماهيرية لدى جماعة الحوثيين التي تعي أن الحرب تمدها بالشرعية كـ(حركة مقاومة)، وتُمكّنها من تعبئة الشارع، وهذا صحيح لكنها ليست الحالة الوحيدة التي تعمل فيها الجماعة سياسياً، فالمرحلة الأخيرة أظهرت أيضاً قدراً من المرونة التكتيكية، والسعي إلى خلق أوراق تفاوض، ولذلك هم يقيسون المناخ الإقليمي قبل أي قرار مفتوح انطلاقاًُ من واقعهم الداخلي، ومن حسابات التحالفات الخارجية”.

وبحسب الباحث، فإن الحوثيين “يستثمرون أيضاً الصراع لتوليد شرعية مقاومة، وبقاءهم يعتمد جزئياً على حالة التعبئة، لذلك فإن الجماعة تميل إلى فتح جبهات محدودة عندما تقرأ أن الكلفة على خصمها أقل من كلفتها الداخلية، لكن هذا لا يعني بالضرورة رغبة في حرب شاملة بل تكتيكات لرفع سقف الضرر المقابل وتحقيق مكتسبات استراتيجية أو تفاوضية”.

أما عن السيناريوهات المحتملة، فلفت الباحث إلى “أننا أمام ثلاثة منها في المرحلة المقبلة: السيناريو الأول هو تصعيد محدود يتحاشى الحرب الشاملة، حيث قد يكون هناك تبادل ضربات جوية وبحرية وطائرات مسيرة واستهدافات ليلية محدودة يستعمل فيها الطرفان أدوات الردع، دون عبور خطوط حمراء استراتيجية، وهذا السيناريو هو الأكثر احتمالاً في المدى القريب، لأن كلا الطرفين يريد اختبار الآخر، مع تجنّب فتح جبهة واسعة.

أما السيناريو الثاني فهو بقاء الوضع على ما هو عليه، بمعنى استمرار المواجهة الإعلامية وتبادل التهديدات دون تحولها إلى فعل على الأرض.

أما السيناريو الثالث، فحرب واسعة ومطولة تتضمن عمليات مواجهة واسعة، مع حملة جوية تهدف إلى تغيير ميزان القوة على الأرض، وهذا سيناريو متطرف وقليل الاحتمال حالياً لأن تكلفة هذا الخيار شديدة، وقد تُورّط أطرافاً إقليمية ودولية بشكل مباشر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى