مقالات

المتحف المصري الكبير.. صرح عظيم يعيد رسم خريطة السياحة العالمية

بقلم : محمد الولص بحيبح - رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية

منذ افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر قبل أربعة أيام، وأنا أتابع بشغف وأطالع كل ما يكتب حول هذا الصرح الحضاري العظيم الذي يعد أكبر متحف في العالم وتابعت أراء خبراء أكاديميون وإعلاميين بارزين وعلماء آثار واكدوا أن هذا المشروع سيسهم في إعادة رسم خريطة السياحة العالمية بفضل فرادته وضخامته.

لقد أولت الحكومة المصرية اهتماما بالغا ومسؤولية وطنية رفيعة في تنفيذ هذا المشروع العملاق الذي بدأ العمل فيه منذ عام 2002 وحتى افتتاحه مؤخرا أي بعد 23 عاما من الجهد المتواصل والعمل المتقن وقد شيد المتحف وفق تصاميم فنية وتاريخية وسياحية راقية مستندة إلى أحدث الأساليب العلمية والهندسية المعاصرة.

ويتميز هذا المتحف بموقعه الفريد المطل مباشرة على أهرامات الجيزة وهو اختيار يحمل دلالة حضارية عميقة إذ يعد اختيار الموقع نفسه جزءًا من تجربة المتحف ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل العصور الفرعونية واليونانية والرومانية إضافةً إلى منشآت خدمية وتجارية وترفيهية ومركز متكامل للترميم وحديقة متحفية وقد صمم ليستوعب نحو خمسة ملايين زائر سنويًا.

وشهد حفل الافتتاح حضورًا دوليا لافتا إذ شارك فيه 79 وفدا رسميا من بينهم 39 وفدا ترأسهم ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات إلى جانب ملكات وولاة عهد وأمراء، ما يعكس المكانة العالمية التي يحظى بها هذا المنجز المصري الكبير.

تابعت كلمة فخامة الرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح المتحف المصري الكبير حافلة بمعاني الفخر والترحيب بالضيوف المشاركين في هذا الحدث التاريخي المميز.

وأكد الرئيس في طي كلمته أن هذا الصرح العظيم لا يعد مجرد مكان لحفظ الكنوز الأثرية بل يمثل شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري الذي شيد الأهرامات ونقش على جدرانها قصة الخلود لتبقى شاهدة على وطنٍ ضارب بجذوره في أعماق التاريخ الإنساني تمتد فروعه تظلل حاضره ليستمر عطاؤه لخدمة الإنسانية.

وأشار الرئيس السيسي في كلمته إلى أن المتحف المصري الكبير يجسد بصورة ملموسة مسيرة شعب عاش على ضفاف النيل منذ فجر التاريخ موكدا ان الإنسان المصري دائمًا مثالًا للإصرار والصبر والكرم وبانيًا للحضارات وصانعًا للمجد ومعتزا بوطنه وحاملًا لراية المعرفة ورسولًا للسلام، وأضاف أن مصر عبر العصور كانت وستظل واحةً للاستقرار ومركزًا يلتقي فيه تنوع الثقافات وحاضنةً للتراث الإنساني بأسره.

وحقيقة من خلال قراءتي حول هذا الصرح التاريخي والآثاري والسياحي المصري فانه يعد ويمثل نقلة نوعية في مجال السياحة المصرية وفي أسلوب عرض الحضارة المصرية للعالم إذ لا يقتصر دوره على كونه صرحا أثريا عظيما بل يمتد ليكون وسيلة لإعادة تشكيل التجربة السياحية في مصر وتطويرها.

ومن الناحية الاقتصادية سواء على المستوى المحلي أو الدولي يعد المشروع جزءا من الرؤية الوطنية الهادفة إلى تطوير الاقتصاد المصري وزيادة عوائد السياحة وتعزيز تدفق العملات الأجنبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى