مقالات

تفكيك وهم التفكيك

كتب | عبدالله شروح

(تفاعلاً مع منشور الأستاذ سعيد ثابت سعيد بعنوان تفكيك الوهم)

• يفترض مقال الأستاذ سعيد أن هناك توازناً حقيقياً في القوة بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي دحضته وقائع الحرب منذ السابع من أكتوبر. أخبرتنا الوقائع بوضوح أن صورة التوازن بين القوتين هو الوهم بذاته. تمكنت إسرائيل من اجتثاث حزب الله في أيام، ومن السيطرة على أجواء إيران خلال أيام أيضاً، وكذا تدمير أغلب قوتها الصاروخية.

• يفترض المقال أن الصراع الإسرائيلي الإيراني كان يعطي مساحة للقوى الصغيرة (الدول العربية) للمناورة، على أن الحقيقة تقول أن لا مساحة كانت موجودة ضمن هذا النطاق، فأدنى اقتراب من دولة الكيان ظل يوصم صاحبه، دولة أو كياناً أو شخصاً، بالخيانة، وهذا هو الطبيعي. والخيار الوحيد الذي كان متروكاً هو الالتحاق بإيران، الأمر الذي أوضحته الوقائع أيضاً، إذ رأينا إيران تتمتع بالسيطرة الكاملة أو شبه الكاملة على مجموعة من الدول العربية.

• أمريكا هي راعية إسرائيل، وبعد أن احتلت الأولى العراق سلمتها لإيران ومليشياتها، الأمر الذي يعكس أن المشروعين، الإيراني والإسرائيلي، لم يكونا نقيضين في الغالب وإنما يكمّل أحدهما الآخر في تدمير الدول العربية وانتهاب مقدراتها.

• لم يتطرق المقال إلى حقيقة حاسمة: أن من أهم العوامل التي منعت توحد العرب في مشروع واحد، بل حتى مجرد استقرار الدولة العربية القطرية، هو السياسة الإيرانية القائمة على تصدير الثورة بإذكائها التطييف داخل المجتمعات العربية والإسلامية وإدخال المنطقة في معمعة صراعات داخلية بلا نهاية.

• الصراع العربي الإيراني أشد خطورة في الواقع من الصراع العربي الصهيوني. ليس هنالك عربي واحد قد يصطف مع الكيان ضد العرب، بينما تمكنت إيران من بلدان عربية باستخدام العرب أنفسهم باستغلال الإمكانات التطييفية.

• نتفق أن مشكلتنا الحقيقية هي في غياب المشروع العربي، على أن خروج إيران من معادلة الصراع يُسَرِّع من الوصول إلى المشروع العربي الجامع، وذلك أولاً بدافع الشعور المكثف باقتراب الخطر، وأيضاً لأن ضعف إيران سيسهم في ضمور الحس الطائفي ولملمة الجبهة الداخلية للشعوب العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى