اخبارفعاليات

مصر: كلمة مدير وحدة الدراسات العلمية والبيئية والإستثمار في مركز البحر الأحمر في ندوة بعنوان: ” مصر واليمن.. رؤية داعمة للوحدة اليمنية”

القاهرة: خاص

شارك المهندس عبد الرحمن عبد الله الصلاحي، مدير وحدة الدراسات العلمية والبيئية والإستثمار، لدى مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية في الندوة التي عقدت في القاهرة، يوم 14 مايو 2025، تحت عنوان ”مصر واليمن.. رؤية داعمة للوحدة اليمنية”.

وقال الصلاحي في كلمة شارك فيها، إن انعقاد هذا الندوة يمثل فرصة استثنائية لتسليط الضوء على شراكة إستراتيجية كان لها دور محوري في تشكيل ملامح المنطقة ولتأكيد أن الدعم المصري لليمن لم يكن يوماً مجرد موقف عابر بل كان ركيزة سياسة خارجية تقوم على مبادئ ثابتة وإحتفاء بعلاقة أخوية نابضة صنعتها الدماء والتضحيات ورسَّخها الإيمان المشترك بوحدة المصير العربي.

وأضاف قائلا: ”منذ أن أشرقت حضارة سبأ في الجنوب، وتألقت حضارة الفراعنة على ضفاف النيل واليمن ومصر توأمان في كتاب التاريخ. لقد جمعتنا طرق التجارة وحكايات النضال وهمسات الحِكَم المنقوشة على جدران المعابد. اليوم، نستحضر هذا الإرث ليس للفخر بالماضي فحسب، بل لتجديد العهد على حماية الحاضر والمستقبل”.

وأكد الصلاحي انه ومن خلال دراسة وتحليل تداعيات الأحداث على أمن البحر الأحمر نرى أن الوحدة اليمنية لم تكن يوما قضية محلية فحسب بل كانت ومازالت عاملاً حاسماً في توازنات المنطقة. فموقع اليمن الإستراتيجي كمُطلّ على باب المندب جعل استقراره جزءاً لا يتجزأ من أمن الملاحة الدولية والأمن القومي العربي.

وتابع: ”في هذا السياق كان الموقف المصري داعماً للوحدة اليمنية بوعيٍ عميق لهذه الأبعاد الجيوسياسية وهو ما تؤكده الوقائع التاريخية والوثائق التي ندرسها في أبحاثنا.في زمنٍ كان العالم العربي يئنُّ تحت وطأة الاستعمار، وقفت مصر بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر إلى جانب ثورات اليمن التحررية. لم تكن مصر تدعم شعباً فحسب، بل كانت تؤمن بأن تحرير اليمن هو تحريرٌ لقلب الجزيرة العربية. وعندما تحققت الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايوم المجيد للعام 1990م كانت مصر في الصف الأول تحيي هذا الإنجاز، وتدعمه بكل ما أوتيت من قوة كفرصة لإعادة رسم التحالفات الإقليمية. لقد فهمنا، ونفهم اليوم، أن وقوف مصر مع وحدتنا لم يكن مجرد موقف سياسي، بل كان انحيازاً لأخوّةٍ عربيةٍ نقية تدعم التحول السلمي عبر الحوار”.

لطالما في المحن كانت مصر السند لليمن-يقول الصلاحي- ففي مواجهة محاولات الانفصال خلال صيف 1994م قدمت مصر دعماً متكاملا ً للشرعية الدستورية، وهو ما يُعتبر في تحليلاتنا نموذجاً للتدخل الإقليمي الفعّال الذي يحمي الدولة من الانهيار. وفي عام 2015، حين اجتاحت اليمن أعاصير التمزق والطائفية والتدخلات الخارجية، كانت مصر من أوائل الدول التي انضمَّت إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في خضم انطلاق عاصفة الحزم. لم تكن هذه خطوة عسكرية فحسب، بل كانت رسالة واضحة أن اليمن الموحد خط أحمر. وهو قرار يتوافق مع رؤية مركزنا التي تؤكد أن الحفاظ على الدولة الوطنية هو الضامن الوحيد لمواجهة التمددات الخارجية.

مضيفا: ”هذا ولا تقتصر قراءتنا للدور المصري على الدعم بالسلاح والسياسة، بل امتد ليشمل بناء الإنسان اليمني. فمنذ عشرات السنين، شارك الأطباء والمهندسون والمعلمون المصريون في تعليم أبنائنا، وعلاج مرضانا، وإعمار مدننا. هؤلاء الرجال والنساء صنعوا جسوراً من المحبة، أثبتت أن الوحدة تُبنى بالقلوب قبل الحدود. إضافة إلى الدبلوماسية الوقائية عن طريق دعم الحوار الوطني اليمني في المحافل الدولية”.

ويرى الاستاذ عبدالرحمن الصلاحي من موقعه كمسؤول في مركز بحثي، هو مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، أن التحديات الراهنة تتطلب جملة من النقاط، لخصها كالتالي:

1- تعزيز الشراكة المصرية-اليمنية في مجالات مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التطرف.

2- دعم المبادرات الهادفة إلى بناء الثقة بين مكونات الشعب اليمني جنبا إلى جنب مع الحكومة الشرعية نحو إستعادة الدولة بدلاً من الحلول المفروضة من الخارج.

3- تفعيل دور المنظمات البحثية (كمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية) في تقديم رؤى استشرافية لإدارة الأزمات.

واشار الصلاحي الى إن مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يقترح أن ينتقل الدعم المصري للوحدة اليمنية من مرحلة إدارة الأزمة إلى مرحلة بناء المستقبل من خلال الآتي:

1- تعزيز التعاون الثلاثي بين مصر – اليمن – دول البحر الأحمر.

2- إنشاء منصة حوارية تجمع الخبراء المصريين واليمنيين لرسم سياسات تنموية مشتركة.

3- توثيق التجربة المصرية في دعم الوحدة كدراسة حالة تُدرَّس في الأكاديميات العسكرية والدبلوماسية.

وقال أيضًا: ”نحن اليمنيين لن ننسى أن مصر كانت حاضرةً في أصعب لحظاتنا وأن قادتها رفضوا أن يكون اليمن ساحةً للنزاعات وأن شعبكم تعامل مع قضيتنا كأنها قضيته.اليوم، ونحن نواجه تحدياتٍ مصيرية، نعرف أن في القاهرة قلباً ينبض لأجل صنعاء، وعقلًا يخطط لأجل عدن، ويداً ممدودة لأجل تعز”.

وختم الصلاحي حديثه بالقول: ”إن وحدتنا اليمنية التي دعمتها مصر بكل إخلاص ليست شعاراً نرفعه، بل هي دماء شهدائنا، وعرق أجدادنا، وحلم أطفالنا. نقول للعالم: اليمن سيظل موحداً لأن إرادته صلبة، ولأن إخوته مثل مصر وقفوا معه. فلنعمل معاً على تحويل هذا الدعم إلى شراكة تنموية تُعيد لليمن ألقه، وتُكرس لمصر مكانتها كقلب الأمة النابض”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى