
زيارة وزير الدفاع السعودي سمو الأمير خالد بن سلمان إلى طهران تمثل اهمية غير عادية على كل المستويات الاقليمية والدولية.
تعتبر زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران ضمن توجهات المملكة العربية السعودية في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة رغم ماارتكبته إيران من حماقات وجرائم وعبث كبير بأمن المنطقة، كذلك وفقا لطلب طهران الى السعودية للمساهمة في إنقاذ إيران من الوضع الصعب التي تعيشه حكومة إيران.
كذلك تمثل هذه الزيارة لوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ضمن احترام السعودية للاتفاقية بين السعودية وايران التي وقعت في مارس 2023 بين البلدين برعاية صينية وهذا يوكد مصداقية ووضوح السعودية واحترامها للاتفاقيات وعدم التناقض والخداع والكذب في سياستها ومواقفها، عكس نهج إيران في كل سياساتها وعدم التزامها اي مواثيق واتفاقات وهاهي اليوم تعيش إيران وضع مأساوي نتاج الخداع والتضليل والأطماع الذي عاشته وأوصلها الى طرق مغلقه ومسدودة.
ايضا جات هذه الزيارة رفيعة المستوى من المملكة العربية السعودية الى طهران بعد ان حسمت السعودية ملفات استراتيجية في المنطقة بداية بملف سوريا وانتزاعها من الهيمنة الإيرانية والدعم الاولي لسوريا، وايضاً نجاح السعودية من خلف الكواليس في توقيع الإتفاق بين حكومة سوريا وقسد، وكذلك توقيع اتفاقية بين وزيري دفاع سوريا ولبنان بشان البداية في التفاهم من اجل ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، وكان معروف ملف الحدود السورية اللبنانية معقد جدا، وتم حسمه برعاية سعودية في الرياض لصالح البلدين سوريا ولبنان.
كذلك تم حسم ملف الرئاسة اللبنانية وانتخاب الرئيس جوزيف عون، وبداية ترتيبات الملفات اللبنانية الاستراتيجية بعيدا عن التدخلات الإيرانية التي قادت لبنان الى وضع مأساوي اقتصاديا وسياسيا ومزقت المجتمع اللبناني، كما دابت إيران في الماضي على تعليق منصب الرئيس في لبنان وتشكيل فراغ دستوري، وتم تحقيق نجاح كبير للمصلحة اللبنانية العامة بقيادة السعودية عندما تولى هذا الملف الأمير يزيد بن فرحان ال سعود مستشار وزارة الخارجية السعودية والذي حقق نجاح في هذا الجانب عندما فشل فيه كل العالم خلال سنوات طويلة مضت وكانت إيران تعبث امام كل العالم بموضوع الرئاسة اللبنانية دون ان يعمل العالم شي، فاننا نتذكر عندما نشر علي خامنئي تغريدة في اغسطس 2024 بان الحرب بدات بين الجبهة الحسينية واليزيدية ويقصد انهم الشيعة اتباع الحسين بقيادة طهران، والعرب السنة اتباع يزيد بن معاوية، ورغم ان الخطاب الإعلامي والسياسي للمملكة العربية السعودية والوطن العربي بشكل عام لم يتحدث يوما عن اي تعبئة مذهبية أوطائفية مع الشيعة، ولكن كان لزاما ان يتم عمل رد عملي وواضح على دعوة علي خامنئي بشان الحرب الحسينية واليزيدية وبعد اربعة اشهر من تغريدة خامنئي تم تكليف الأمير يزيد بن فرحان ال سعود بحسم ملف الرئاسة اللبنانية وكان الرد واضح وقوي وفي مصلحة لبنان بشكل عام ومثل ذلك انفراجة كبيرة من اجل مستقبل لبنان واعادة ترتيب وضع لبنان اقتصاديا وسياسيا وامنيا.
كذلك تاتي هذه الزيارة رفيعة المستوى من السعودية إلى طهران بعد أن حسمت كثير من الملفات في اليمن والعراق وبعد ان بذلت السعودية جهود كبيرة خلال سنوات مضت من اجل بناء السلام في اليمن بداية من مفاوضات جنيف والكويت وغيرها ودعم المبعوثين الأمميين والوساطة العمانية كل ذلك بدعم سعودي مسئول وحريص وواضح على أمن واستقرار اليمن من اجل ايجاد مشروع سلام في اليمن كل تلك الجهود السعودية قوبلت برفض حوثي وايراني، والجميع يعرف ذلك.
اليوم المملكة العربية السعودية تقود سياسة ودبلوماسية على المستوى الدولي والاقليمي وفق خطوات استراتيجية ثابتة وصلبة، ومبنية على أسس استراتيجية واضحة، وتحركات محسوبة عززت من الحضور السعودي إقليميًا ودوليًا، جعلت من الرياض مركز عالميا لصناعة السياسات الدولية والإسهام الفاعل في صناعة السلام، ورسم معالم واسس العالم الجديد، هذه السياسة تزامنت مع بروز القوة السعودية عسكريًا واقتصاديًا، وظهرت صلابة المواقف السياسية التي اتخذتها القيادة السعودية في مختلف الملفات.
وبعد أكثر من أربعين عامًا على قيام ثورة الخميني عام 1979، بدأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدرك فشل سياساتها التوسعية وأطماعها التي انعكست سلبًا على الداخل الإيراني، وألحقت أضرارًا بالغة بالمنطقة. لقد أنهكت هذه السياسات إيران اقتصاديًا وسياسيًا، وسببت دمارًا كبيرًا في أجزاء واسعة من الوطن العربي.
ويبدو أن هناك اعترافات غير معلنة قدمتها القيادة الإيرانية للمملكة العربية السعودية، تُقرّ فيها بأنها سلكت الطريق الخطأ، وذلك بعد أن أحاطت بها النيران من كل جانب، وأصبح نظام الملالي يعيش أخطر مراحله منذ أكثر من أربعة عقود.
هذه نتيجة طبيعية للأفكار الخاطئة والممارسات الشريرة والأفكار الهدامة، التي دائمًا ما تعود على صانعها بالدمار والمآلات المأساوية.
اليوم، تمد إيران يدها نحو السعودية طلبًا للمشورة والمعونة في تخفيف التوترات الإقليمية. تتحدث إيران بلهجة يغلب عليها الخجل والندم، وهي تعلم جيدًا أنها لو كانت في موقف الطرف الآخر، لما قدمت العون، بل كانت لتزيد الأمور تعقيدًا، كما فعلت مرارًا.
وفي نهاية المطاف، تحصد إيران اليوم نتائج ما زرعته طيلة أربعة عقود من الشر، والعنف، والدمار، والخراب والإرهاب.