استشاريةالدراساتبحثيةتنمويةدورات تدريبيةمقالات

”حافظوا على اليمن”.. مقال للكاتب المصري محمد عمر مستشار الشؤون الخارجية لدى مركز البحر الأحمر للدراسات

اليمن البلد الذي يمتد تاريخه لآلاف السنين يواجه اليوم تحديات تهدد وجوده وهويته، أرض الحضارات العريقة التي كانت موطنًا لأعرق الممالك وشهدت ولادة ثقافات عظيمة أصبحت اليوم ساحة صراع وحرب تنهك شعبها وتدمر بنيتها التحتية ، ومع كل ما يحدث يبقى السؤال الأهم: كيف نحافظ على اليمن؟

إن الحفاظ على اليمن يبدأ من استعادة مفهوم الوحدة الوطنية لا يمكن لبلد أن ينهض بينما يعاني من الانقسام والفرقة بين أبنائه ، يجب أن نتذكر دائمًا أن اليمن أكبر من أي انتماءات سياسية أو طائفية أو مناطقية، وأن مصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار ، الوحدة ليست مجرد شعار، بل هي التزام جماعي يعكس الإيمان بمستقبل مشترك لكل اليمنيين.

في الوقت ذاته يجب أن تكون الأولوية لبناء دولة مؤسسات قوية تخدم الشعب اليمني بكل أطيافه دولة تحترم سيادة القانون وتعمل على تحقيق العدالة والمساواة الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة كان ولا يزال أحد الأسباب الرئيسية في إطالة أمد الأزمات،
إن محاربة الفساد وإعادة بناء مؤسسات الدولة هي حجر الأساس لضمان الاستقرار والتنمية.

الحفاظ على اليمن يعني أيضًا الالتفات إلى الجانب الإنساني، الملايين من اليمنيين يعانون بسبب الحرب المستمرة ، معالجة الأزمة الإنسانية يجب أن تكون أولوية قصوى ، العالم مسؤول أخلاقيًا عن تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، ولكن في الوقت ذاته، يجب على القادة اليمنيين أن يتحملوا مسؤوليتهم في ضمان وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها دون استغلال أو تلاعب.

التعليم هو مفتاح الحفاظ على اليمن أجيال المستقبل بحاجة إلى فرص تعليمية تتيح لهم بناء حياة أفضل وتحقيق الاستقرار، التعليم ليس فقط وسيلة للتنمية، بل هو أيضًا أداة لتعزيز القيم الوطنية والتعايش السلمي ، ومن خلال الاستثمار في التعليم، يمكننا أن نضمن جيلاً واعيًا قادرًا على تجاوز آثار الحرب والمساهمة في بناء اليمن من جديد.

لا يمكن الحديث عن الحفاظ على اليمن دون التركيز على دور الشباب والمرأة في عملية إعادة البناء الشباب هم العمود الفقري لأي مجتمع، وتمكينهم يعني تمكين الوطن، أما المرأة التي تحملت الكثير من أعباء الحرب، فيجب أن تكون شريكة أساسية في عملية صنع القرار وبناء السلام.

أما على المستوى الدولي، فيجب أن يتحمل العالم مسؤوليته في دعم اليمن ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية، بل عبر الضغط على جميع الأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول سلمية دائمة السلام ليس خيارًا، بل ضرورة للبقاء.

خاتمة
اليمن وطن عظيم، أرضه تحمل إرثًا حضاريًا وإنسانيًا لا مثيل له ، الحفاظ على اليمن مسؤولية الجميع من القادة إلى المواطنين، ومن الداخل إلى الخارج إنه نداء لكل يمني ولكل محب لهذه الأرض: حافظوا على اليمن، لأنه إذا ضاع، سنفقد قطعة ثمينة من تاريخ الإنسانية ومستقبلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى