تأليف الدكتور: عبدالله محمد الغريب الجزء الثاني والأخير . 2-2
بقلم الدكتورة لمياء الكندي – اكاديمية وباحثة في الشئؤون اليمنية والأقليمية لدى مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمن
يذهب الدكتور عبدالله الغريب في كتابه هذا إلى تحليل الارتباطات السياسية الامريكية الداعمة للثورة الإيرانية، وفق العديد من الشواهد نذكر منها: التواجد الأمريكي الكبير في أيران قبل قيام الثورة حيث يصل عددها الى أربعين الف عسكري امريكي، يعملون كخبراء وقادة في وزارتي الداخلية والخارجية وفي دوائر الامن ” السافاك”، وشركات النفط وغيرها ولهم مطلق الحرية.
ولم يكن من المفاجئ للتواجد الأمريكي الكبير فيها قيام الثورة او نفي تنسيق العلاقات التي مكنت نظام الخميني من القيام بها، خاصة وقد ظهرت طومح الشاة باستعادة الإمبراطورية الفارسية وتحضيرها لتكون الدولة السادسة من حيث القوة في العالم، فقد مضى الشاة نحو تحديث الجيش الإيراني وتسليحه وزاد الانفاق عليه، ووثق علاقات جديدة مع الاتحاد السوفيتي إضافة، الى تبني سياسات خاصة حول زيادة أسعار النفط وعدم زيادة الإنتاج مما أدى الى اثارة مخاوف شركائه الأمريكيين، التي كانت كافية كي تلعب المخابرات الامريكية المتواجدة في ايران دورها في الاضطرابات التي شهدتها المدن الإيرانية، وهذا ما أكده الشاه في تصريح لمجلة التايمز الامريكية حول وكالة الاستخبارات المركزية التي قال انها بدأت منذ 15 عام بإقامة اتصالات مع المنشقين و يتهم الشاه وكالة المخابرات الامريكية بأنها وراء الإطاحة به.
ويفسر الكاتب ظهور حالة من العدائية في الخطاب الرسمي للخميني وقادة ثورته بنها كانت جزء من برامج الدعاية الثورية التي يعتمدها قادة العالم الثالث في التبرير لثوراتهم وانظمتهم الحاكمة لتحريك الشعوب بشعارات مخدرة.
يقف بنا الكاتب في احدى محطات هذا الكتاب عند الحديث عن الثورة الإيرانية ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث أضاف الخميني الى شعارات ثورته لافتة تحرير فلسطين والتنديد بمؤتمر جنيف وكامب دايفد والقدس، وكان ياسر عرفات اول من يزور طهران مهنئا متحدثا ان ثورة ايران ليست ملكا للشعب الإيراني فقط، انها ثورتنا أيضا ونحن نعتبر الخميني قائدنا ومرشدنا، وهنا يتسأل الكاتب الى متى يظل الفلسطينيون سلما للزعامة في العالم العربي؟
وكان الموقف الفعلي لإيران خارج الشعارات ما أخبر به الخميني ياسر عرفات اثناء زيارته الأولى الى طهران “ان إيران ستقوم بدورها في القضية الفلسطينية عندما تتخلص من تركة الشاه”، واعتذار آية الله شر يعتمداري عن تقديم مساعدات للقضية الفلسطينية نظرا لان إيران تمر الآن في ظروف حرجة. وقد ارتبط الموقف الإيراني بعد الثورة من القضية الفلسطينية بمجموعة من التطورات المعقدة التي فرضها الحضور الإيراني في سوريا ولبنان.
وفي الفصل الثاني من الباب الأخير في هذا الكتاب يتحدث الكاتب عن ” أطماع الرافضة في الخليج العربي”، والمؤامرة التي يعدها الخميني لابتلاع الخليج، ومنها الحديث على ان البحرين جزء من ايران، ويعتبر الكاتب ان الاطماع الفارسية بالخليج العربي لها أصول تاريخية ومنها مطالبة ايران من بريطانيا ملكيتها للبحرين من عام 1832م، وتمسكهم باتفاقية حاكم شيراز مع وليم بروس الحاكم العام البريطاني في الخليج التي تعترف بان البحرين تابعة لإيران لكن هذه المعاهدة لم ترى النور لعدم توقيع الشاه وحكومة الهند البريطانية عليها.
ويعتبر الشعور السائد لدى جميع الحكومات الفارسية المتعاقبة ان الخليج الفارسي من بداية شط العرب الى مسقط بجميع جزره وموانيه تنتمي الى فارس بدليل انه خليج فارسي وليس عربي.
وفي 11\ 11\ 1958 أعلنت إيران الحاق البحرين بالتقسيمات الإدارية لإيران معتبرة إياها المحافظة الرابعة عشرة.
إضافة الى وقوع مناطق الاحواز العربية من عام 1925م وحتى الان تحت سيطرة الحكومات الإيرانية المتعاقبة التي ترى ان الاحواز جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، وذات الامر ينعكس على الجزر العربية المحتلة التابعة لدولة الامارات العربية.
ويؤكد الكاتب على عقيدة الثورة الإيرانية في محاولات استهداف دول الخليج اما عن طريق الاحتلال المباشر كما حدث مع الجزر الإماراتية والاحواز او عن طريق التهديد بالقوة كما يحدث في البحرين، ويؤكد الكاتب ان إيران وضعت خطتها للتعامل مع الخليج خلال نصف قرن وبالأخص بعد الحرب العالمية الثانية، ووضعوا لتحقيق أهدافهم الخطط التالية:
1- التعاون مع الانجليز
2- إقامة صلات قوية مع شيوخ القبائل
3- احتكار بعض الاعمال في الخليج: كسيطرة التجار الإيرانيين على عدد كبير من الشركات التجارية ومحاولتهم السيطرة على حركة البيع والشراء في الأسواق، وامتلاك أكبر مساحة ممكنة من العقارات السكنية والأراضي الزراعية، وجميعها وسائل ترسخ التواجد الإيراني في العمق المجتمعي لدول الخليج.
4- التسلح: حيث تنشط تجارة الأسلحة بين الجاليات الإيرانية وتخزينها
5- دور الحسينيات: حيث اتخذ الإيرانيون من الحسينيات مراكز لانشطتهم المريبة.
6- العقارات: يهتم الإيرانيون بشراء العقارات العامة في الخليج ويختارون المناطق والأماكن الحساسة داخل المدن.
7- الجنسية: خطط الإيرانيون والرافضة بشكل عام من اجل الحصول على الجنسية في الخليج، مستغلين الفراغ الذي كانت تعيشه المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، مع تساهل شيوخ الخليج في منح الجنسية.
وكنتيجة لهذه الخطط تكاثر التواجد الإيراني اما عبر المجنسين او العمال او من خلال اتباع المذهب الذين تصل نسبتهم في البحرين الى 50%، وتقارب نسبتهم في دبي 70%، وتقارب نسبتهم في امارة الشارقة 50%، وفي راس الخيمة تقارب نسبتهم 20%، ونسبتهم في الكويت تصل الى 20%، اما في المملكة العربية السعودية فالرافضة المتواجدون فيها في بعض مدن المنطقة الشرقية وبشكل اخص في الاحساء والقطيف.
ويؤكد الكاتب على ان الشيعة في الخليج قد بدأوا بالتحرك فور نجاح الثورة الإيرانية، فنظموا صفوفهم من جديد، ووزعوا بينهم الأسلحة، وطالبت إذاعة عبدان بتحرير مكة قبل تحرير القدس، ورفضت الحكومة الإيرانية المعينة التخلي عن الجزر العربية المحتلة، واكد المسؤولون في إيران على ان الخليج فارسي وان الشواطئ التي على ضفتيه شواطئ فارسية.
ويتحدث الكاتب أيضا عن الأطماع الإيرانية في العراق هذه الاطماع التي تغذيها جملة من العوامل التي تبرر لطهران واتباعها حق التدخل في العراق والعمل على اضعافه كون قوة العراق تشكل تهديدا حقيقيا لإيران، فالعراق وراء ثورة الاحواز وهو وراء ثورة الاكراد ضدها، وكانت بوادر الحرب العراقية الإيرانية تتزايد كلما اظهر العراق تماسكه في وجه المؤامرات الإيرانية وحلفائها في المنطقة وخاصة النظام البعثي في سوريا ومحاولة الإطاحة بالرئيس العراقي احمد حسن البكر ونائبه صدام حسين في 1979م، على ان تعلن دولة الوحدة بين سوريا والعراق التي يرأسها حافظ الأسد وتكون عاصمتها بغداد وفي حال نجاح الانقلاب تكون ايران قد ضمنت توسع فعلي لنفوذها في المنطقة عبر احتوائها الكلي للعراق وسوريا، ليشكل ذلك مقدمة نحو ضم المزيد من المساحة واسقاط المزيد من الدول تحت وصاية النظام الثوري في طهران، وكشفت العراق هذه المؤمرة وتعاملت معها بحزم وانتهت تلك المؤامرة بإعدام 21 متهما والحكم بالسجن على 20 اخرين جميعهم كانوا من كبار المسؤولين بالدولة، ويرجع الكاتب السبب وراء محاولة الانقلاب هذه قدرة الشيعة على التغلغل في الأحزاب لغرض الانقضاض عليها، وخاصة حزب البعث كما حدث في سورية ومن الالطاف بحزب البعث في العراق كشفه للمؤامرة قبل حدوثها.
لقد وثق قادة الثورة في ايران علاقتهم مع النظام الطائفي في سوريا وكانوا يعدونه من الاجل الإيقاع بالعراق المحاصر شرقا بإيران وغربا بسورية النصيرية.
لقد انتجت تلك العلاقة والاحداث نوعا من العنف الداخلي في سوريا حيث قامت بعض الجماعات المسلحة بالهجوم على الكلية العسكرية بمدينة حلب وكان ضحيتها عدد من الطلاب النصيريين المنتمين الى النظام، وقد نتج عن هذه العملية جملة من الاعدامات وخاصة من شباب الدعوة الإسلامية، ويصف الكاتب معتقلات النظام بانها تفوق على سجون السافاك في ايران ومعتقلات الباستيل، حيث يتم انذار المعتقل بيوم إعدامه ويتم ذلك في الوقت المحدد، ويتوارى القتلة عن الأنظار، وتجد السلطة نفسها عاجزة عن إيقاف هذا المسلسل من العنف وظهرت الأسباب الى اسقاط نظام الأسد كونه سيشكل ضربة قاصمة لثوار الخميني وكان الثوار في سوريا يحتاجون لخمسين عام للتخلص من هذا النظام والكشف عن وحشيته كما حدث عقب تحرير دمشق.
وكانت إيران بشكل دائم عقب ثورتها تؤكد دعمها لنظام الأسد وأنها لن تتخلى عن سوريه وستقف معها لمواجهة الإسلاميين السنة واعتبار ذلك جزء من رد المعروف تجاه حافظ الأسد الذي يظل دينا في عنق الثورة الإيرانية.
عقب احداث العنف التي شهدتها سورية كانت الحكومة الإيرانية تدرس إمكانية ارسال عشرة الاف متطوع إيراني الى جنوب سوريا وكان ذلك الدعم بطلب زعماء الشيعة في جنوب سوريه.
ونشرت الصحف السياسية الكويتية خبر بلاغ الحكومة الإيرانية استعدادها لتقديم كافة الإمكانيات والمساعدات الاقتصادية والعسكرية لمواجهة الاضطرابات في سوريا ونقل هذه الرسالة الى الأسد نائب رئيس الوزراء الإيراني صادق طبطبائي.
وفي 16\ 8\ 1979 قال الخميني انه قرر ارسال قوات إيرانية للمرابطة في سورية وانه حريص على التواجد العسكري المباشر على حدود المواجهة مع إسرائيل،واعلن ما يسمى بأية الله محمد منتظري بان لديه عشرة الاف متطوع إيراني من اجل تحرير القدس سيتم نشرهم في جنوب لبنان والجولان والأردن وسيناء والمناطق العربية التي احتلها اليهود، وأضاف بان سلاح الجو الإيراني سيتصدى للطيران الإسرائيلي اذا حاول التعرض لتلك القوات وان القوات الإيرانية سوف تدخل لبنان رغم انف الحكومة البنانية المتواطئة مع الصهاينة.
كانت ايران تحت لافتة تحرير القدس توثق وجودها في العمق العربي وتعتبر القضية الفلسطينية محرك هذا التواجد الذي اظهر تكامله مع القوى الشيعية الداخلية المسنوده بدعم نظام الأسد لفرض التواجد الإيراني كامر واقع، اما الزعيم الشيعي في لبنان عبدالامير قبلان فقد عارض ارسال قوات إيرانية اليه وهو نفس الموقف لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أعلنت انها ليست بحاجة الى الدعم بالمقاتلين، وكانت تنتظر من ايران الدعم بالمال والسلاح وكنتيجة من الردود العربية في سوريا ولبنان والخليج على ارسال قوات إيرانية اضطرت الحكومة الإيرانية الى الإعلان بانها ضد فكرة ارسال متطوعين للقتال الى سوريا ولبنان.
وبعيدا عن تصريحات قيادة الثورة الإيرانية حول ارسال متطوعين كانت الطائرات حافظ الأسد قد باشرت نقل المتطوعين الى دمشق وفيها بدا تدريب المتطوعين الذين شكلوا اسناد حقيقي لدعم السلطة النصيرية ضد الشعب السوري السني.
وتحت عنوان “ماذا وراء تقارب الرافضة مع النصيريين”؟
يرى الكاتب ان شقة الخلاف بين النصيرية والشيعة الجعفرية ليست واسعة وان الثانية امتداد للأولى، وكان للاتصالات قبل الثورة الإيرانية بين الشيعة الجعفرية والنصيرية عن طريق القيادة الدينية في قم والنجف، وكنت تظهر كنوع من التعاون الثقافي والاقتصادي، تطورت بعد ذلك الى لقاءات وزيارات متبادلة بين قيادة البلدين منها زيارة حافظ الأسد الى طهران في 1976، توثقت من خلالها علاقات البلدين بغض النظر عن نوعية النظام الحاكم فموقف ايران قبل الثورة لا يختلف عن موقفها من نظام الأسد بعد الثورة، بل زادت الروابط بين البلدين وبالأخص التعاون بين العناصر الاستخباراتية.
كانت الأوضاع في سورية ولبنان تحكمها أنماط متجانسة من العلاقات والمواقف يدريها الرئيس السوري حافظ الأسد من دمشق، والمرجع الشيعي العراقي الذي تم تجنيسه و القادم الى لبنان من النجف العراقي عام 1956، الذي تمكن من خلال الأموال الشيعية التي قدم بها الى لبنان من تكوين العديد من المؤسسات الثقافية الشيعية والمراكز التعلمية والمعسكرات التدريبية ليشكل لاحقا المجلس الشيعي الأعلى الذي تراسه.
وفي السنوات الأولى للسبعينات أنشأ الصدر حركة المحرمين ووضع لها شعارات براقة كالإيمان بالله والحرية والعدالة الاجتماعية والوطنية، إضافة الى تشكيله جناح عسكري لحركة المظلومين عرفت باسم ” أمل”، وحرص على ان تكون سرية، واعلن الصدر تأييد جناحه العسكري لقوات الجيش العربي اللبناني في الحرب الاهلية، ومع توثيق الصدر علاقاته مع القوى الداخلية في لبنان بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية كان بالتوازي يقوي علاقاته بالنظام النصيري في سوريا.
وبعد المجزرة التي ارتكبها الموارنة في ( الكرنتينا)، هبت جميع القوى المسلمة في لبنان للقضاء على العنف الطائفي لموارنة لبنان المسيحيين، وتمكنوا من السيطرة على جميع المدن اللبنانية وبذات مدافع الجيش العربي المسنودة من تنظيم امل الشيعي من دك قصر بعبدا الذي يتواجد فيه الرئيس سلمان فرنجية الذي فر من قصره، وبات مؤكدا ان لبنان سوف تحكم من قبل القوات الوطنية لولا تدخل النصيريين في سورية بقيادة حافظ الأسد الذي افشل محاولة سيطرة القوات اللبنانية الوطنية على الحكم.
وفور توجه جيش الأسد الى سوريا استبدل موسى الصدر وجهه الوطني الإسلامي بوجه باطني استعماري حيث امر الضابط في الجيش اللبناني بالانشقاق عن الجيش العربي وتأسيس طلائع الجيش اللبناني الموالي لسورية كما انشق عددا من أعمدة الجيش الوطني الذين انضموا الى طلائع الجيش النصيري السوري ونفس الشيء تكرر مع منظمة امل التي أعلنت انضمامها الى الجيش السوري لتمكين شيعة لبنان من الحكم، وارتكبت طلائع الجيش اللبناني جرائم طائفية ضد القوى اللبنانية المخالفة لها بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية المتواجدة في لبنان.
ومن القاهرة أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية تصريحها المندد بمؤامرة الصدر على الشعب الفلسطيني، وواجه الفلسطينيون في لبنان على يد الصدر واتباعه نفس المصير الذي واجهوه في سوريا اثناء ثورة الثامن من مارس 1963 عندما تم اعدام عددا كبيرا من الفلسطينيون بحجة ولائهم للناصريين في مصر.
ويسرد لنا الكاتب مشاهد من مسلسل الخيانة للنظام السوري في دمشق وحلفائه في لبنان فقد غدروا بكمال جنبلاط زعيم الطائف الدرزية وقتلوه، وغدروا بمنظمة التحرير الفلسطينية، كما غدروا بحكام العراق، وعلى الصعيد الوطني في سورية سلموا الجولان لإسرائيل 1967 وقدموا لها جيوبا أخرى في حرب 1973، ثم تعاونوا مع أمريكا وموارنة لبنان ضد الوجود الإسلامي السني.
اما ما يخص المقاومة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير في لبنان فقد دخلت مجموعات الصدر القتالية في حرب مفتوحة ضدها، وطالب قادة الشيعة بإخراج منظمة التحرير من لبنان وكان الصدر اول من طالب بقوات دولية تتمركز في جنوب لبنان، وتمنع نشاط الفلسطينيون المتواجدون في تلك المناطق، بحجة ان لبنان في هدنة مع إسرائيل ونجحت ايران في ان يكون جزء كبير من تلك القوات من قواتها مما يشكل حضور إيراني قوي فيها، ولمحت منظمة التحرير الفلسطينية الى تعاون الشيعة في الجنوب اللبناني مع الصهاينة وهو ما نفاه المجلس الشيعي الأعلى بقيادة الصدر.
ودفع الفلسطينيون عبر منظمة التحرير ثمن تعاونهم مع نظام الأسد وايران واشتراكهم بتدريب طلائع المتطوعين الإيرانيين والقوات الإيرانية التي أرسلت الى سوريا.
وبعد ان استعرض لنا الكاتب ملامح من التعاون الطائفي بين الطوائف الشيعية في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج، يذهب الى توضيح الدور الإيراني المؤثر في العالم الإسلامي في باكستان وإعادة الروابط الشيعية بين قيادة المذهب وإيران.
اما عن الدور الشيعي في مصر فيرى الكاتب ان تأثيره يقوم عبر دورهم في التقريب بين المذاهب، وهي طريقة اخترعوها ليتستروا بها لنشر مذهبهم، واختصر ذلك الدور عبر وزارة الأوقاف المصرية التي تطبع وتنشر الكتب الشيعية، وتدريس جامعة الازهر الفقه الشيعي دراسة مقارنة، كما تأخذ وزارة العدل المصرية بآراء فقهاء الشيعة في قوانين الاسرة والاحوال الشخصية ما يعني ممارسة نوع من التأثير الناعم على السياسة المصرية ولو من باب تحييدها عن مواجهة الفكر الشيعي.
اما في اليمن الشمالي فيشير الكاتب الى الاستغلال القديم لشيعة اليمن الزيدية من اجل إقامة ركائز واوكار لهم فيها، وهو ذات الموقف تجاه تركيا وأفغانستان وغيرها وصولا الى تشكيل ايران حلف مشبوه بين كلا من سورية والجزائر وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وينتقل الكاتب في المباحث الأخيرة من كتابه هذا الى إيضاح الأوضاع الداخلية في ايران بعد الثورة وما رافقها من تهجير للأدمغة، والانقلابات على القوى الثورية المشاركة في الثورة، ثم يذهب الى تأكيد الانهيار الخلقي لرموز الثورة الإيرانية قبل الثورة وبعدها من حيث تشجيع ورعاية تجارة المخدرات وتعاطيها، إضافة الى تشجيع زواج المتعة، وبيان أوضاع الفئات الاجتماعية والمذهبية والعرقية داخل ايران بعد الثورة واحتواء الحركات الحزبية فيها وقمع الثورات الداخلية التي كانت تعارض سياسات المرشد وجميعها تعكس حقيقة الوضع الهش في ايران عقب الثورة لولا اسنادها بقوة امنية وعسكرية قابضة ضمنت نجاحها واستمرارها.
وبهذا العرض أتمنى ان أكون قد وفقت بنقل عرض ملخص لهذا الكتاب الذي عكس لنا طبيعة النظام الحاكم في طهران وسياسته في الخليج والعراق وسوريا ولبنان وهي ذات السياسة التي ما زالت مستمرة حتى اليوم لولا حدوث بعض المتغيرات في المنطقة التي سلخت مجددا عقب هزيمة حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا التواجد الإيراني في المنطقة الذي نترقب انهائه بشكل كامل بعد التخلص من الجناح الإيراني في اليمن عبر جماعة الحوثيين وهو خيار مصيري لن تقوم للمنطقة قائمه بدون سلخة وتسجيل نصر عربي ثاني في صنعاء كما حدث في دمشق على اذرع ايران الإرهابية.
ملاحظة:
كتاب وجاء دور المجوس تأليف: محمد سرور زين العابدين وذلك في أواخر السبعينيات بعد سيطرة الخميني على حكم ايران، وقد كتبه باسم مستعار وفي الكتاب فضح الشيخ محمد سرور الابعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية واستهدف من خلاله بيان حقيقة الرافضة الشيعية وتأتي أهمية الكتاب كونه من أوائل الكتب التي كتبت عن الثورة الإيرانية والتحولات الناتجة عنها في السنة الأولى من انطلاقها.
سورية ومن الالطاف بحزب البعث في العراق كشفه للمؤامرة قبل حدوثها.
لقد وثق قادة الثورة في ايران علاقتهم مع النظام الطائفي في سوريا وكانوا يعدونه من الاجل الإيقاع بالعراق المحاصر شرقا بإيران وغربا بسورية النصيرية.
لقد انتجت تلك العلاقة والاحداث نوعا من العنف الداخلي في سوريا حيث قامت بعض الجماعات المسلحة بالهجوم على الكلية العسكرية بمدينة حلب وكان ضحيتها عدد من الطلاب النصيريين المنتمين الى النظام، وقد نتج عن هذه العملية جملة من الاعدامات وخاصة من شباب الدعوة الإسلامية، ويصف الكاتب معتقلات النظام بانها تفوق على سجون السافاك في ايران ومعتقلات الباستيل، حيث يتم انذار المعتقل بيوم إعدامه ويتم ذلك في الوقت المحدد، ويتوارى القتلة عن الأنظار، وتجد السلطة نفسها عاجزة عن إيقاف هذا المسلسل من العنف وظهرت الأسباب الى اسقاط نظام الأسد كونه سيشكل ضربة قاصمة لثوار الخميني وكان الثوار في سوريا يحتاجون لخمسين عام للتخلص من هذا النظام والكشف عن وحشيته كما حدث عقب تحرير دمشق.
وكانت إيران بشكل دائم عقب ثورتها تؤكد دعمها لنظام الأسد وأنها لن تتخلى عن سوريه وستقف معها لمواجهة الإسلاميين السنة واعتبار ذلك جزء من رد المعروف تجاه حافظ الأسد الذي يظل دينا في عنق الثورة الإيرانية.
عقب احداث العنف التي شهدتها سورية كانت الحكومة الإيرانية تدرس إمكانية ارسال عشرة الاف متطوع إيراني الى جنوب سوريا وكان ذلك الدعم بطلب زعماء الشيعة في جنوب سوريه.
ونشرت الصحف السياسية الكويتية خبر بلاغ الحكومة الإيرانية استعدادها لتقديم كافة الإمكانيات والمساعدات الاقتصادية والعسكرية لمواجهة الاضطرابات في سوريا ونقل هذه الرسالة الى الأسد نائب رئيس الوزراء الإيراني صادق طبطبائي.
وفي 16\ 8\ 1979 قال الخميني انه قرر ارسال قوات إيرانية للمرابطة في سورية وانه حريص على التواجد العسكري المباشر على حدود المواجهة مع إسرائيل،واعلن ما يسمى بأية الله محمد منتظري بان لديه عشرة الاف متطوع إيراني من اجل تحرير القدس سيتم نشرهم في جنوب لبنان والجولان والأردن وسيناء والمناطق العربية التي احتلها اليهود، وأضاف بان سلاح الجو الإيراني سيتصدى للطيران الإسرائيلي اذا حاول التعرض لتلك القوات وان القوات الإيرانية سوف تدخل لبنان رغم انف الحكومة البنانية المتواطئة مع الصهاينة.
كانت ايران تحت لافتة تحرير القدس توثق وجودها في العمق العربي وتعتبر القضية الفلسطينية محرك هذا التواجد الذي اظهر تكامله مع القوى الشيعية الداخلية المسنوده بدعم نظام الأسد لفرض التواجد الإيراني كامر واقع، اما الزعيم الشيعي في لبنان عبدالامير قبلان فقد عارض ارسال قوات إيرانية اليه وهو نفس الموقف لمنظمة التحرير الفلسطينية التي أعلنت انها ليست بحاجة الى الدعم بالمقاتلين، وكانت تنتظر من ايران الدعم بالمال والسلاح وكنتيجة من الردود العربية في سوريا ولبنان والخليج على ارسال قوات إيرانية اضطرت الحكومة الإيرانية الى الإعلان بانها ضد فكرة ارسال متطوعين للقتال الى سوريا ولبنان.
وبعيدا عن تصريحات قيادة الثورة الإيرانية حول ارسال متطوعين كانت الطائرات حافظ الأسد قد باشرت نقل المتطوعين الى دمشق وفيها بدا تدريب المتطوعين الذين شكلوا اسناد حقيقي لدعم السلطة النصيرية ضد الشعب السوري السني.
وتحت عنوان “ماذا وراء تقارب الرافضة مع النصيريين”؟
يرى الكاتب ان شقة الخلاف بين النصيرية والشيعة الجعفرية ليست واسعة وان الثانية امتداد للأولى، وكان للاتصالات قبل الثورة الإيرانية بين الشيعة الجعفرية والنصيرية عن طريق القيادة الدينية في قم والنجف، وكنت تظهر كنوع من التعاون الثقافي والاقتصادي، تطورت بعد ذلك الى لقاءات وزيارات متبادلة بين قيادة البلدين منها زيارة حافظ الأسد الى طهران في 1976، توثقت من خلالها علاقات البلدين بغض النظر عن نوعية النظام الحاكم فموقف ايران قبل الثورة لا يختلف عن موقفها من نظام الأسد بعد الثورة، بل زادت الروابط بين البلدين وبالأخص التعاون بين العناصر الاستخباراتية.
كانت الأوضاع في سورية ولبنان تحكمها أنماط متجانسة من العلاقات والمواقف يدريها الرئيس السوري حافظ الأسد من دمشق، والمرجع الشيعي العراقي الذي تم تجنيسه و القادم الى لبنان من النجف العراقي عام 1956، الذي تمكن من خلال الأموال الشيعية التي قدم بها الى لبنان من تكوين العديد من المؤسسات الثقافية الشيعية والمراكز التعلمية والمعسكرات التدريبية ليشكل لاحقا المجلس الشيعي الأعلى الذي تراسه.
وفي السنوات الأولى للسبعينات أنشأ الصدر حركة المحرمين ووضع لها شعارات براقة كالإيمان بالله والحرية والعدالة الاجتماعية والوطنية، إضافة الى تشكيله جناح عسكري لحركة المظلومين عرفت باسم ” أمل”، وحرص على ان تكون سرية، واعلن الصدر تأييد جناحه العسكري لقوات الجيش العربي اللبناني في الحرب الاهلية، ومع توثيق الصدر علاقاته مع القوى الداخلية في لبنان بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية كان بالتوازي يقوي علاقاته بالنظام النصيري في سوريا.
وبعد المجزرة التي ارتكبها الموارنة في ( الكرنتينا)، هبت جميع القوى المسلمة في لبنان للقضاء على العنف الطائفي لموارنة لبنان المسيحيين، وتمكنوا من السيطرة على جميع المدن اللبنانية وبذات مدافع الجيش العربي المسنودة من تنظيم امل الشيعي من دك قصر بعبدا الذي يتواجد فيه الرئيس سلمان فرنجية الذي فر من قصره، وبات مؤكدا ان لبنان سوف تحكم من قبل القوات الوطنية لولا تدخل النصيريين في سورية بقيادة حافظ الأسد الذي افشل محاولة سيطرة القوات اللبنانية الوطنية على الحكم.
وفور توجه جيش الأسد الى سوريا استبدل موسى الصدر وجهه الوطني الإسلامي بوجه باطني استعماري حيث امر الضابط في الجيش اللبناني بالانشقاق عن الجيش العربي وتأسيس طلائع الجيش اللبناني الموالي لسورية كما انشق عددا من أعمدة الجيش الوطني الذين انضموا الى طلائع الجيش النصيري السوري ونفس الشيء تكرر مع منظمة امل التي أعلنت انضمامها الى الجيش السوري لتمكين شيعة لبنان من الحكم، وارتكبت طلائع الجيش اللبناني جرائم طائفية ضد القوى اللبنانية المخالفة لها بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية المتواجدة في لبنان.
ومن القاهرة أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية تصريحها المندد بمؤامرة الصدر على الشعب الفلسطيني، وواجه الفلسطينيون في لبنان على يد الصدر واتباعه نفس المصير الذي واجهوه في سوريا اثناء ثورة الثامن من مارس 1963 عندما تم اعدام عددا كبيرا من الفلسطينيون بحجة ولائهم للناصريين في مصر.
ويسرد لنا الكاتب مشاهد من مسلسل الخيانة للنظام السوري في دمشق وحلفائه في لبنان فقد غدروا بكمال جنبلاط زعيم الطائف الدرزية وقتلوه، وغدروا بمنظمة التحرير الفلسطينية، كما غدروا بحكام العراق، وعلى الصعيد الوطني في سورية سلموا الجولان لإسرائيل 1967 وقدموا لها جيوبا أخرى في حرب 1973، ثم تعاونوا مع أمريكا وموارنة لبنان ضد الوجود الإسلامي السني.
اما ما يخص المقاومة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير في لبنان فقد دخلت مجموعات الصدر القتالية في حرب مفتوحة ضدها، وطالب قادة الشيعة بإخراج منظمة التحرير من لبنان وكان الصدر اول من طالب بقوات دولية تتمركز في جنوب لبنان، وتمنع نشاط الفلسطينيون المتواجدون في تلك المناطق، بحجة ان لبنان في هدنة مع إسرائيل ونجحت ايران في ان يكون جزء كبير من تلك القوات من قواتها مما يشكل حضور إيراني قوي فيها، ولمحت منظمة التحرير الفلسطينية الى تعاون الشيعة في الجنوب اللبناني مع الصهاينة وهو ما نفاه المجلس الشيعي الأعلى بقيادة الصدر.
ودفع الفلسطينيون عبر منظمة التحرير ثمن تعاونهم مع نظام الأسد وايران واشتراكهم بتدريب طلائع المتطوعين الإيرانيين والقوات الإيرانية التي أرسلت الى سوريا.
وبعد ان استعرض لنا الكاتب ملامح من التعاون الطائفي بين الطوائف الشيعية في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج، يذهب الى توضيح الدور الإيراني المؤثر في العالم الإسلامي في باكستان وإعادة الروابط الشيعية بين قيادة المذهب وإيران.
اما عن الدور الشيعي في مصر فيرى الكاتب ان تأثيره يقوم عبر دورهم في التقريب بين المذاهب، وهي طريقة اخترعوها ليتستروا بها لنشر مذهبهم، واختصر ذلك الدور عبر وزارة الأوقاف المصرية التي تطبع وتنشر الكتب الشيعية، وتدريس جامعة الازهر الفقه الشيعي دراسة مقارنة، كما تأخذ وزارة العدل المصرية بآراء فقهاء الشيعة في قوانين الاسرة والاحوال الشخصية ما يعني ممارسة نوع من التأثير الناعم على السياسة المصرية ولو من باب تحييدها عن مواجهة الفكر الشيعي.
اما في اليمن الشمالي فيشير الكاتب الى الاستغلال القديم لشيعة اليمن الزيدية من اجل إقامة ركائز واوكار لهم فيها، وهو ذات الموقف تجاه تركيا وأفغانستان وغيرها وصولا الى تشكيل ايران حلف مشبوه بين كلا من سورية والجزائر وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وينتقل الكاتب في المباحث الأخيرة من كتابه هذا الى إيضاح الأوضاع الداخلية في ايران بعد الثورة وما رافقها من تهجير للأدمغة، والانقلابات على القوى الثورية المشاركة في الثورة، ثم يذهب الى تأكيد الانهيار الخلقي لرموز الثورة الإيرانية قبل الثورة وبعدها من حيث تشجيع ورعاية تجارة المخدرات وتعاطيها، إضافة الى تشجيع زواج المتعة، وبيان أوضاع الفئات الاجتماعية والمذهبية والعرقية داخل ايران بعد الثورة واحتواء الحركات الحزبية فيها وقمع الثورات الداخلية التي كانت تعارض سياسات المرشد وجميعها تعكس حقيقة الوضع الهش في ايران عقب الثورة لولا اسنادها بقوة امنية وعسكرية قابضة ضمنت نجاحها واستمرارها.
وبهذا العرض أتمنى ان أكون قد وفقت بنقل عرض ملخص لهذا الكتاب الذي عكس لنا طبيعة النظام الحاكم في طهران وسياسته في الخليج والعراق وسوريا ولبنان وهي ذات السياسة التي ما زالت مستمرة حتى اليوم لولا حدوث بعض المتغيرات في المنطقة التي سلخت مجددا عقب هزيمة حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا التواجد الإيراني في المنطقة الذي نترقب انهائه بشكل كامل بعد التخلص من الجناح الإيراني في اليمن عبر جماعة الحوثيين وهو خيار مصيري لن تقوم للمنطقة قائمه بدون سلخة وتسجيل نصر عربي ثاني في صنعاء كما حدث في دمشق على اذرع ايران الإرهابية.
ملاحظة:
كتاب وجاء دور المجوس تأليف: محمد سرور زين العابدين وذلك في أواخر السبعينيات بعد سيطرة الخميني على حكم ايران، وقد كتبه باسم مستعار وفي الكتاب فضح الشيخ محمد سرور الابعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية واستهدف من خلاله بيان حقيقة الرافضة الشيعية وتأتي أهمية الكتاب كونه من أوائل الكتب التي كتبت عن الثورة الإيرانية والتحولات الناتجة عنها في السنة الأولى من انطلاقها.
قوي فيها، ولمحت منظمة التحرير الفلسطينية الى تعاون الشيعة في الجنوب اللبناني مع الصهاينة وهو ما نفاه المجلس الشيعي الأعلى بقيادة الصدر.
ودفع الفلسطينيون عبر منظمة التحرير ثمن تعاونهم مع نظام الأسد وايران واشتراكهم بتدريب طلائع المتطوعين الإيرانيين والقوات الإيرانية التي أرسلت الى سوريا.
وبعد ان استعرض لنا الكاتب ملامح من التعاون الطائفي بين الطوائف الشيعية في لبنان وسوريا والعراق ودول الخليج، يذهب الى توضيح الدور الإيراني المؤثر في العالم الإسلامي في باكستان وإعادة الروابط الشيعية بين قيادة المذهب وإيران.
اما عن الدور الشيعي في مصر فيرى الكاتب ان تأثيره يقوم عبر دورهم في التقريب بين المذاهب، وهي طريقة اخترعوها ليتستروا بها لنشر مذهبهم، واختصر ذلك الدور عبر وزارة الأوقاف المصرية التي تطبع وتنشر الكتب الشيعية، وتدريس جامعة الازهر الفقه الشيعي دراسة مقارنة، كما تأخذ وزارة العدل المصرية بآراء فقهاء الشيعة في قوانين الاسرة والاحوال الشخصية ما يعني ممارسة نوع من التأثير الناعم على السياسة المصرية ولو من باب تحييدها عن مواجهة الفكر الشيعي.
اما في اليمن الشمالي فيشير الكاتب الى الاستغلال القديم لشيعة اليمن الزيدية من اجل إقامة ركائز واوكار لهم فيها، وهو ذات الموقف تجاه تركيا وأفغانستان وغيرها وصولا الى تشكيل ايران حلف مشبوه بين كلا من سورية والجزائر وليبيا ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وينتقل الكاتب في المباحث الأخيرة من كتابه هذا الى إيضاح الأوضاع الداخلية في ايران بعد الثورة وما رافقها من تهجير للأدمغة، والانقلابات على القوى الثورية المشاركة في الثورة، ثم يذهب الى تأكيد الانهيار الخلقي لرموز الثورة الإيرانية قبل الثورة وبعدها من حيث تشجيع ورعاية تجارة المخدرات وتعاطيها، إضافة الى تشجيع زواج المتعة، وبيان أوضاع الفئات الاجتماعية والمذهبية والعرقية داخل ايران بعد الثورة واحتواء الحركات الحزبية فيها وقمع الثورات الداخلية التي كانت تعارض سياسات المرشد وجميعها تعكس حقيقة الوضع الهش في ايران عقب الثورة لولا اسنادها بقوة امنية وعسكرية قابضة ضمنت نجاحها واستمرارها.
وبهذا العرض أتمنى ان أكون قد وفقت بنقل عرض ملخص لهذا الكتاب الذي عكس لنا طبيعة النظام الحاكم في طهران وسياسته في الخليج والعراق وسوريا ولبنان وهي ذات السياسة التي ما زالت مستمرة حتى اليوم لولا حدوث بعض المتغيرات في المنطقة التي سلخت مجددا عقب هزيمة حزب الله في لبنان وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا التواجد الإيراني في المنطقة الذي نترقب انهائه بشكل كامل بعد التخلص من الجناح الإيراني في اليمن عبر جماعة الحوثيين وهو خيار مصيري لن تقوم للمنطقة قائمه بدون سلخة وتسجيل نصر عربي ثاني في صنعاء كما حدث في دمشق على اذرع ايران الإرهابية.
ملاحظة:
كتاب وجاء دور المجوس تأليف: محمد سرور زين العابدين وذلك في أواخر السبعينيات بعد سيطرة الخميني على حكم ايران، وقد كتبه باسم مستعار وفي الكتاب فضح الشيخ محمد سرور الابعاد التاريخية والعقائدية والسياسية للثورة الإيرانية واستهدف من خلاله بيان حقيقة الرافضة الشيعية وتأتي أهمية الكتاب كونه من أوائل الكتب التي كتبت عن الثورة الإيرانية والتحولات الناتجة عنها في السنة الأولى من انطلاقها.