مقالات

حسين الصادر يكتب: قمة الرياض خطوة باتجاه السلام المبني على قوة الحق وتحييد إرهاب القوة ضد المدنيين

بغض النظر عن نتائج قمة الرياض والتأثير الذي سوف تحدثه فيما يتعلق بالاحداث الدامية في غزة والتوتر الذي أحدتثه في المنطقة والعالم، إلا أنها سوف تمثل رؤية للدعم وبناء السلام الشامل والمستدام المبني على العدالة وقوة الحق، وتحييد إرهاب القوة الغاشمة ضد المدنيين.

وسوف تعتبر القمة المذابح التي تعرض لها سكان غزة المدنيين “جرائم حرب” إستناداً إلى القانون الدولي.

لقد ظل المحيط العربي أولاً والإسلامي ثانياً هو الحاضن التاريخي للقضية الفلسطينية

وبدون شك ان القضية الفلسطينية مرت بمراحل مختلفة زايد عليها البعض في مراحل مختلفة دون النظر بواقعية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والبحث عن حل واقعي لهذه القضية يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني تحت سقف القانون الدولي الذي يقر بتقرير المصير للشعب الفلسطيني ومنها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

قمة الرياض شكلت منعطف يمكن ان نطلق عليه الواقعية السياسية بالنسبة للدول العربية والإسلامية وهي مساندة الشعب الفلسطيني، الذي يناضل ويجاهد بصبراً وثبات، ويقف وحيداً أمام آلة الموت والأبادة الجماعية، على مرأى ومسمع من الرأي
العام العالمي، وتسانده الأصوات الحرة من جميع القارات السبع كقضية حق واضحة لا لبس فيها، وتحيي صموده أمام إرهاب القوه.

لقد اتهمنا كعرب ومسلمين بالإرهاب وكان هذا الإتهام لنا بشكل مستمر ويروضنا هذا الإتهام لقبول نتائج إرهاب القوة دون النظر إلى العدالة.

وقبلنا كعرب ومسلمين الإذعان لإرهاب القوة من الأخر، واقترن هذا القبول بممارسة العنف والإرهاب من قبل بعضنا البعض وشكل الإرهاب والعنف الداخلي الذي مارسه البعض تحت شعارات جوفاء أدت إلى تدمير شعوبنا ومقدراتنا وقدمت خدمة لقوة إرهاب القوة الخارجي الذي يهدف إلى الهيمنة وشكل هذا الوضع قطبي رحا لسحق الأمة وتشتيت مقدراتها.

ينظر عقلاء الأمة إلى قمة الرياض ” العربية الإسلامية ” في هذه الظروف العصيبة أنها خطوة في المسار الصحيح ، وتعكس حكمة قيادة المملكة العربية السعودية ومواقفها الثابتة من قضايا الأمتين العربية والإسلامية ومكانة قيادة المملكة عند الجميع والثقة التي تحظى بها عربياً واسلامياً وعالمياً وحرصها الدائم على السلام والإستقرار في المنطقة والعالم.

لقد كان الإحتلال الإسرائيلي أحد أسباب عدم إستقرار المنطقة وسبب رئيسي في تكرار الحروب والأزمات، ان إنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة سوف تمثل ركن ثابت من أركان السلام والإستقرار في المنطقة وسيشكل زاوية مهمة للسلام والإستقرار العالمي.

لا تحتاج الدول العربية والإسلامية إلى الكثير لتحقيق السلام والإستقرار في المنطقة، فهي تستطيع تحقيق ذلك من خلال تعزيز فكرة السلام والعدالة كمبدأ وتعزيز هذا المبدأ في علاقتنا ببعضنا البعض، وكمبدأ في علاقتنا بالآخر والأهم من ذلك أن السلام المبني على العدالة يمثل لنا قيمة عقدية كمسلمين، أننا اليوم بحاجة إلى تعزيز قيمنا التي تشوهت ونخر فيها الأخر بشكل غير مسبوق في تاريخنا.

يجب ان تكون قمة الرياض خطوة أولى للعمل الإسلامي المشترك المبني على أفكار جديدة ومنفتحة تخدم شعوب هذه الأمة.

ولأنني متفائل بهذه القمة وأعرف ان سببها ما يحدث في غزة، إلا أن الجميع يتوقع منها أنها خطوة إيجابية فيما يتعلق بالحق الفلسطيني وإرساء دعائم السلام والإستقرار في المنطقة بشكل دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى