حسين الصادر*
اعتقد ان المليشيات الأنقلابية وصلت سياسياً وعسكرياً الى طريق مسدود، فالتهديد بالحرب أو المضي نحو الحرب لن يحقق لها اي مكاسب، والمضي نحو السلام سوف يعرض قيادات المليشيات للمحاسبة والعقاب حتى ولو بعد حين.
وقضية ان جميع المتواجدين عسكرياً وسياسياً في جميع المناطق المحررة مجرد مرتزقه كلام سخيف، وهروب من مواجهة الواقع.
المليشيات دخلت مرحلة هي الأصعب منذ انقلابها المشؤوم. اليوم هناك اجماع وطني غير مسبوق في كل الجغرافيا اليمنية بما فيها مناطق سيطرت المليشيات ان المليشيات الكهنوتية هي المتسبب الأكبر لما عاناه اليمنييون طيلة السنوات الماضية… ويستطيع اي، مراقب ان يدرك ان المليشيات تواجه شعب بكل اطيافه السياسية وهويته وتاريخه العريق الممتد لا الالاف السنيين وتاريخه الحديث والذي يتمحور حول التحديث والتنمية والسلام والاستقرار مهما كان الأختلاف والتنوع.
المليشيات الأنقلابية يجب ان تدرك انها اصبحت منبوذة من كل القوى الوطنية وان الجميع يدرك انها نبتة شيطانية، وعليها ان تدرك ان أرادة اليمنيين لمواجهتها اكثر من اي وقت مضى في تاريخ الصراع.
ان العالم المعاصر في القرن ال 21 ينظر الى هذه المليشيات وسلوكها الفكري وأستهانتها بالقيم السياسية والحقوقية التي تمثل كفاح طويل لأجيال من البشر كمجموعة مسلحة مارقة قادمة من القرون الوسطى مصابة بالتحشيش الديني لخيال مريض يعيش في الماضي البعيد.
* نائب رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية.