اخبار

الحوثيون في طريقهم لنقل تجربة حرب الناقلات الإيرانية إلى البحر الأحمر.

بقلم أ. حسين الصادر

ترتفع نسبة المخاطر على الملاحة العالمية في البحر الأحمر في ظل  احتمال أن تنقل المليشيات التجربة الإيرانية المعروفة بحرب الناقلات خلال حرب الخليج الأولى الى البحر الأحمر  لكن بتقنيات متطورة.

عملياً تستطيع مليشيات الحوثي إلحاق أضرار كبيرة بالملاحة العالمية في البحر الأحمر، عبر طرق مختلفة.

استخدام الزوارق السريعة المأهولة والغير مأهولة وهي الطريقة التي استخدمتها بحرية الحرس الثوري في ثمانينيات القرن الماضي أثناء الحرب العراقية الإيرانية. مضافاً إلى تلك التجربة أسلحة مطوره مثل رادارات بحرية وأجهزة رصد دقيقة لحركة الملاحة  واستخدام طوربيدات  سريعة في ظل محدودية مساحة الماء في جنوب البحر الأحمر.

 استخدام صواريخ سواحلية تطلق من اليابسة بمحاذات سطح الماء لها مديات مؤثرة.

إضافة إلى استخدام صواريخ سلكويم الصينية  تحت سطح الماء  وهذا النموذج استخدمته إران وقامت بتطويره وصناعته محلياً ، ومن المؤكد أن الحوثيين حصلوا على النسخة الإيرانية الأحدث.

استخدام الطيران المسير لتدمير أهداف بحرية انطلاقاً من السواحل التي تسيطر عليها.

 بث كميات من الألغام البحرية  العائمة لإعاقة الملاحة وسبق للفرق الهندسية أن انتشلت عشرات الألغام المتنوعة من الساحل الغربي،  وضمن منطق التحليل الموضوعي هناك إمكانيات حقيقية لدى المليشيات لتهديد الملاحة العالمية في البحر الأحمر.وهذا التهديد هو تهديد للأمن والسلم الدوليين، ولاتوجد أي ضمانات لعدم استخدام المليشيات لهذه الأساليب التي تطلق عليها المليشيات أحد خياراتها الاستراتيجية.

وفي تحدي سافر لرغبة اليمنيين ودول الإقليم في السلام اطلقت المليشيات تهديداتها عبر عرض عسكري

استعرضت فيه قدراتها الصاروخية في مدينة الحديدة الساحلية قبل أيام وتزامن مع هذه العروض حشود عسكرية للمعدات والأفراد في كافة خطوط التماس مع زيادة الخروقات اليومية للهدنة وتعدى ذلك إلى القيام بأعمال عسكرية واسعة النطاق مثل الهجوم على منطقة الضباب الأسبوع الماضي في محافظة تعز

وتشير التقارير  منذ بداية العام الحالي ومنها تقرير الأمم المتحدة، إضافة إلى إعلانات متكررة للقوات الدولية مصادرتها لأسلحة ايرانية متطورة في طريقها لليمن.

لقد سمحت الاختلافات والتباين في وجهات النظر للدول الراعية ومجموعة الرباعية بالسماح لهذه الأخطار أن تنمو وتتسع،  وبدأت تلك التباينات في العام 2018م  عندما تم إيقاف الأعمال العسكرية للسيطرة على الحديدة من قبل القوات الحكومية.

ونطرح السؤال ما هو المكسب من اتفاقية إستكهولم بالنسبة للسلام بشكل عام وأمن الملاحة بشكل خاص؟ 

إن المغامرات الغير محسوبة مع مليشيات مسلحة لن تتورع عن ممارسة أي أعمال إرهابية  سوف يدفع ثمنها الجميع، أن إيقاف هذه المغامرة  أصبح ضروري في ظل التحديات الأمنية وأمن الطاقة في الظروف الراهنة.

ويمكن للجميع تحديد الأخطار المحتملة والتي أصبحت واضحة، ويقتضي الواجب انتزاع كافة القدرات المهددة للأمن الجماعي الاقليمي والدولي من المليشيات بمقتضى القانون الدولي. وضرورة محاسبة الدول الضالعة مثل إيران المتورطة في الدعم المباشر للتهديد الأمن والسلم الدوليين وممارسة الانتهازية وابتزاز المجتمع الدولي عبر الدعم المباشر لجماعة العنف المسلحة لممارسة أعمال ارهابية وتهديد أمن الطاقة في ظروف معقدة اقتصادياً طالت معظم شعوب العالم.

 إن اعطاء مزيداً من الوقت للمليشيات سوف يمكنها من بناء قدرات أكبر ، وهي تعمل منذ زمن بعيد  وبدعم إيراني على استخدام الطريق البحري كخيار استراتيجي رادع لتثبيت وجودها غير المشروع.

* كاتب صحفي وباحث يشغل نائب رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى