تشهد مأرب حركة تسوق كبيرة في الأسواق المحلية بمدينة مأرب على الرغم أننا لم نصل إلى منتصف الشهر الكريم.
ويعكس كثافة التسوق الوضع المعيشي في مأرب الذي لا يزال الأفضل ، وتتميز مأرب عن بقية المناطق بتوفر الطاقة مثل المشتقات النفطية والغاز وكذلك الطاقة الكهربائية حيث تتقرب ساعات التغطية بالكهرباء من 24 ساعة ويعتبر الرقم الأعلى في تاريخ إستمرار التيار الكهربائي.
والحقيقة هناك عوامل عديدة ساعدت على وجود حركة تجارية نشطه.
اللافت للنظر أن مأرب هي الوحيدة من بين مناطق الصراع الذي تجنب تقرير للجنة الخبراء الأخير المقدم إلى مجلس الأمن في شهر فبراير الماضي الحديث عن أي انتهاكات ارتكبت بحق المواطنيين في كافة المجالات.
وفي ظل الحديث عن السلام يطرح السؤال نفسه عن المستقبل بالنسبة لمارب في ظل ما يعتقد البعض انه نموذج أفضل.
يواجه هذا النموذج إشكالية تعميم الأيدلوجيا في ذهنية البعض في الحياه اليومية العادية لايمكنك العثور على حدود واضحة للإيدلوجيا التي يصم بها البعض مأرب ، إلى ذلك هناك مجتمع شعبي محافظ لا يعني أنه ايدلوجي.
وبالنظر إلى تاريخ المجتمعات المحلية وتجاربها خلال الصراعات الماضية فمن الواضح أن هذا المجتمع يمتلك قدره هائله على الإندماج في مستقبل أي تحولات حداثية إيجابية ومن المؤكد أنه سوف يحقق قفزات كبيرة نحو التحول.
فرضت الحرب بطبيعتها إدارة أفرزها الواقع قد لاتخلوا من العيوب وبالتأكيد هي ليست الإدارة النموذجية.
وأقصد أن هذا النموذج المحلي قابل للتمدد في المستقبل شريطة ان يتركز الجهد في تحديث الإدارة وتوسيع الأفق المستقبلي شريطة ان يبنى الجهد المستقبلي على بناء قدرات الإدارة التنفيذية مضاف الكفاءة والنزاهة ،والقدرة الإستيعابية للتصريف الموارد ان أبرز نقاط ضعف الإدارة المحلية هي ضعف استيعاب الموارد وهذا الضعف قديم ومزمن بل ومستوطن منذ عقود طويله.
من ناحية سياسية فمأرب تعني الجغرافيا والسكان المتواجدون فيها ، وأن أي تحولات مستقبلية يجب ان تتمتع بقوة دفع محلية جامعه وتشاركية.
وتهدف إلى بناء السلام وبناء تنمية حقيقة مضاف إلى ذلك الدفاع عن السلام عند الضرورة كحق أساسي للناس.
ويمكن قراءة خلو تقرير الخبراء من المخالفات الجسيمة وأي انتهاكات لسلطات مأرب و على نحو أكثر جدية يعني بوضوح عدم مشروعية التصعيد العسكري في الماضي على مأرب ، ويعني في المستقبل عدم مشروعية أي تصعيد على مأرب.
وبترجمة أدق للتقرير الخبراء المرفوع للسادة أعضاء مجلس الأمن في شهر فبراير الماضي فيما يتعلق بمأرب هو اعتراف أممي على خجل بالدور الأنساني الذي لعبته مأرب أثناء الصراع.
ويمكن للنخبة المحلية إعادة استقراء هذا التقرير وتطوير خطابها السياسي والإعلامي فيما يتعلق بالمستقبل.