اخبارالإصداراتترجماتمقالات

اللاجئين … المأساة والخذلان

د. لمياء الكندي

مر اليوم العالمي للاجئين الذي يمثل العشرين من يوليو من كل عام كأي يوم عادي الا من بعض التذكيرات والاشارات  لبعض الهيئات والمنظمات المستفيدة التي اعتادت ان تقتات من الام الشعوب ومآسيها ما يضمن بقائها واستمرارها في استثمار معاناتها. 

فهل التفت حكومتنا الرشيدة او احدى المنظمات والهيئات العاملة في اليمن لهذا اليوم للتذكير بمعاناة ما يزيد عن اربعة ملايين يمني ويمنية تم تهجيرهم ونزوحهم من ويلات الحرب وتداعياتها الى اماكن متفرقة من هذا العالم.

هل تم التذكير بمعاناة المهجرين والمرحلين من بيوتهم في الداخل وهم اكثر الفئات عددا واكثرهم  حرمانا واقلهم فرصا في الحياة الكريمة والامنة.

لا يوجد أي شعور يعادل شعور الناس بالحرمان من وطنهم ومن مدنهم وبيوتهم وابنائهم واقربائهم،  لا يوجد شعور اقسى من ان تفصلك عن بلدتك ومدينتك بضع كيلو مترات او المئات منها وانت عاجزا عن وصل احبائك او حفظ مالك او ادارت مصالحك.

 وحده النجاة بالحياة لا يكفي لكي تشعر بالامان فمهددات الحياة والامن العام تلاحق اليمنيين اينما حلوا فسلامة الرأس تتطلب عافية البدن وراحت البال.

  والشعور بالأمن لابد وان يتبعه استقرار اسري ووظيفي تتوفر فيه الحدود الدنيا من الحياة الكريمة والعادلة.

ان على العالم وعلينا قبل كل شيء ان نبادر لإنهاء هذا الوضع والضغط على انهائه، لابد وان تكون معاناة النازحين والمهجرين من بيوتهم وقراهم ومدنهم عنوانا للضغط ومقدمة للتحرير الشامل لأنه الوسيلة الوحيدة لعودتنا واستعادة حياتنا الطبيعية.. 

 نريد العودة الى بيوتنا وان يضمن لنا العالم اجمع حق العودة وان تنتهي المتاجرة بمأساتنا لصالح زمرة المنتفعين والمحتفلين بنا وبمعاناتنا بيوم لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يغير من قواعد اللعبة الا المزيد من الوجع والانقسام.

زر الذهاب إلى الأعلى