اخبارتحليلاتتفاعلاتمقالات

الرئيس العليمي.. غزوة سياسية لإنعاش الدبلوماسية اليمنية.

✍🏼 د.ذياب الدباء*

يسابق الرئيس العليمي الزمن في سبيل احياء، وتفعيل الدبلوماسية وترميم العلاقات الخارجية للجمهورية اليمنية، بعد سنوات من الجمود والركود والتشوهات، نتجية انكفاء الرئيس السابق على نفسه لفترة طويلة، وإسناد الملفات الرئيسية لشخصيات ضعيفة أو فاسدة، ومن مظاهر ذلك إدارة الملف الخارجي بمزاجية وارتجال، حيث تعاقب 5 وزراء على حقيبة الخارجية في فترة نسبية، وفي أحد أخطر المراحل الحساسة في تاريخ اليمن.

الرئيس العليمي كان نشيطاً في جولته الأخيرة التي بدأها بألمانيا وانتقل بعدها إلى نيويورك لحضور الاجتماعات الدورية للأمم المتحدة، والتقى هناك بالعديد من الرؤساء والملوك والوزراء وممثلي الدول والمنظمات الدولية والإقليمية.

على الصعيد الخارجي ورث مجلس القيادة الرئاسي تركة ثقيلة من الملفات المعقدة والمؤجلة، بعد سنوات من التراخي والعبث والغياب، ويبدو ان الرئيس العليمي قد قرر حلحلتها بنفسه، بداية بزيارات متكررة للمملكة العربية السعودية، وجولة إقليمية شملت مصر والكويت ثم الإمارات وقطر.

ورث مجلس القيادة الرئاسي تركة ثقيلة من الملفات المعقدة والمؤجلة،بعد سنوات من التراخي والعبث والغياب.

الجولة الأخيرة كانت بمثابة غزوة خاطفة، التقى خلالها برؤساء وقادة دول مهمة مثل ألمانيا، وتركيا، والأردن، والغابون كعضو لجنة العقوبات في مجلس الأمن في دورته الحاليه، وكذلك التقى بالأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورئيس المجلس الأوروبي، ورئيس وزراء مالطا، ووزراء خارجية السعودية وفرنسا والامارات والسويد والبحرين، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والعديد من المبعوثين والمسئولين الدوليين من مستويات مختلفة، وشارك ايضاً في قمة تحول التعليم.

الرئيس العليمي بحصافته وشجاعته المعهودة، بدا حازماً وصاحب قضية، وأرسل رسالة سياسية هامة عندما انسحب من الجلسة أثناء إلقاء الرئيس الإيراني كلمته في الأمم المتحدة، وكذلك حرص على لقاء ممثلي الجالية اليمنية، والتقى ممثلي مجموعة الأزمات الدولية، وشارك في ندوات مهمة نظمتها مراكز دراسات ومؤسسات فكرية.

هناك تحول جذري في ملف تنشيط وترتيب العلاقات الخارجية والدبلوماسية اليمنية، وحشد الإسناد الدولي والإقليمي، استعداداً لسيناريوهات المرحلة المقبلة.

كل ماسبق يشير إلى تحول جذري في ملف تنشيط وترتيب العلاقات الخارجية والدبلوماسية اليمنية عموماً، وحشد الإسناد الدولي والإقليمي، استعداداً للمرحلة المقبلة من سيناريوهات التسوية أو الحسم العسكري، والتي يمثل العامل الخارجي فيها دور محوري قد يتجاوز في الفاعلية والتأثير كافة العوامل المحلية، في ظل استقطاب حاد وتنافس شرس بين القوى الإقليمية والدولية، رغم وجود مؤشرات جدية لإنهاء الصراع في اليمن.

الجدير بالذكر أن هذه التحركات الخارجية جاءت بعد جهد متواصل في سبيل نزع فتيل ازمات مزمنة، وانقسامات حادة تعاني منها الشرعية، إضافة إلى محاولات إعادة هيكلة العديد من القطاعات والمؤسسات بقرارت قوية وجريئة، بهدف تهيئتها لاستيعاب المتغيرات على كافة الأصعدة، وضمان استقرار وتناغم كل مؤسسات الدولة في هذه المرحلة..

* المدير التنفيذي لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى