قراءة سياسية للدكتورة لمياء الكندي في كتاب الفضائل المنطبقة على الأنوار المؤتلقة.. “بحث في افضلية المؤمن من أهل البيت على العالم من غير أهل البيت”
خاص

في السطور التالية تقوم د. لمياء الكندي، الاكاديمية والباحثة في الشؤون اليمنية والاقليمية لدى مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية، بقراءة سياسية في كتاب “الفضائل المنطبقة على الأنوار المؤتلقة (بحث في افضلية المؤمن من أهل البيت على العالم من غير أهل البيت)” تأليف الكاهن: علي بن يحيى العجري المؤيدي..
بين يدينا عينة بحثية من كتاب الفضائل المنطبقة على الانوار المؤتلقة، والحمد لله الذي سهل لنا الحصول عليها لعرضها واظهار ما حوت رسالة الكاهن علي بن يحيى العجري المؤيدي من كذب وتدليس وعنصرية سلالية مقيته يتفاخر بها هذا الكاهن وينسبها الى الله عزوجل والى رسوله الاكرم صوات ربي وسلامه عليه وحده.
ويقول محقق هذه الرسالة الباطلة ابراهيم يحيى الحمزي، ان من مسائل التفضيل الهامة، التي كثر فيها الجدال واشتد الخصام واحتدم الصراع، هي مسألة تفضيل أهل البيت عليهم السلام على كافة الناس بعد النبيين”.
ليتساءل من هم أهل البيت؟
وهل فضلهم الله أم هم ولبقية الناس على سواء؟
وإذا ثبت التفضيل لهم، فهل هو تفضيل ابتداء أم بسبب أعمالهم؟
وما هو حكم من انكر التفضيل؟
أن المتأمل لهذه التساؤلات القبيحة يدرك حجم الغلو والمغالطة فيما مضى اليه اعلام الكهنوت الزيدي وفقهاء الزيدية، كونه مذهب كهنوتي سلالي كسراوي ينتقص لقيمة الانسان وينتزع من اليمنيين المشمولين بحكمهم والمفترضة طاعتهم صفة الادمية والكرامة والعلم والمواطنة.
ونعتبر ما ورد في هذه الرسالة والتحقيق حجة لإظهار العداوة لكل من حمل هذا الفكر وسلم بالمذهب الزيدي ولم ينتصف لذاته وكرامته من كهنة الزيدية وهم يتبجحون في كتبهم ومجالسهم ومنابرهم واسواقنا وكل مرافق حياتنا، عن فضلهم ووجوب طاعتهم ففضل الانتماء السلالي للهاشميين ليس فضل تكليف واعمال تتعلق بالتقوى والايمان وحسن السيرة والسلوك، بل هو فضل نسب ومنحه ربانية فرضت لهم واستوجب على كافة الخلق طاعتهم ويقول الكاهن العجري في ذلك ” أذا ثبت لنا معرفة أهل البيت وأنهم علي وفاطمة والحسن والحسين وأولادهما، فأن الادلة من الكتاب والسنة متواترة ومصرحة بتفضيلهم، وعلو منزلتهم وارتفاع شأنهم، ووجوب تعظيمهم، وتحتم طاعتهم، ولزوم محبتهم، وأنهم أفضل غيرهم، ولا يقاس بهم أحد سواهم”.
ويؤمن كهنة الزيدية ان تفضيل الهاشميين من ابناء الحسن والحسين هو تفضيل ابتداء من الله واصطفاء، فمن كان من بني هاشم فاسقا او ظالما لنفسه فذلك لا يخرجه عن كونه مفضولا بل تفضيله باق بسبب انتسابه الى بعضه النبوية وسلالته المصطفوية.
ويذكر في رسالته حول فضل المؤمن من أهل البيت على العالم من غيرهم، ان سبب تأليف الرسالة وجود الكثير من اهل العلم المتشيعين لأهل البيت يقولون بفضل العالم من غير أهل البيت ويمنحوهم قدرا من التبجيل والتشريف فقد اعتبر ذلك الامر من خطأ يوجب التوضيح فجمع في رسالته هذه الادلة على فضل المؤمن من أهل البيت على العالم من غيرهم ويقول:
” اعلم وفقك الله وأرشدك: أن الافضل عند الله السيد المؤمن من أهل البيت الغير عالم، وفضيلته على العالم من غير أهل البيت ظاهرة الدلالة ونها ان هذا المؤمن الفاطمي بضعة من رسول الله والبضعة من رسول الله وآله أفضل منة عالم من سائر الناس، إذ يستشفى بالبضعة ما لا يستشفى بالعالم المذكور.
ويرى الكاهن العجري ان الله سبحانه لا يقبل علم هذا الرجل العالم الا بحب هذا المؤمن الهاشمي بل لا يكون مؤمن وقد نسبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته.
ولم يكتفي كهنة الزيدية بالتأكيد على وجوب محبتهم بل شرعوا في كتبهم وفي منابرهم على حالات المحبه وما يتبعها من التزامات تجاههم فيقول الكاهن العجري: ” و لا يكون هذا العالم محبا للمؤمن من أهل البيت الغير العالم ( يقصد السفيه منهم)، الا بما تفتضيه وجوه المحبة من التعظيم له، والرعاية لحقه، والتأثير له، والحماية له، والقتال دونه، وقضاء حوائجه.
فأي اهانة واي لعنة حلت باليمنيين من قبل هؤلاء الكهنة الذين تسيدوا علينا وجعلوا من عبودية اليمنيين لهم طاعة لله نقضي حوائجهم ونموت ونقاتل لأجلهم ونبذل انفسنا واموالنا لهم يستوي صالحهم وطالحهم كيف لا وقد اخترعوا لأجل هذه الغاية الاحاديث النبوية وفسروا كتاب الله على اهوائهم وقد كذبوا على رسول الله قوله ” ثلاثة أنا شفيع لهم يوم القيامة: الضارب بسيفه أمام ذريتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه.
ولم يكتفي كهنة البيت العلوي الفاطمي بعرض ما يتوجب من طاعتهم بل ذهبوا الى قذف اليمنيين واظهار النقص والخطيئة فيهم واستنقاصهم واخراجهم من الاسلام ، وقد ذكر الكاهن العجري ذلك في كتابه ورسالته هذه ” ومما كلف الله عباده حب اهل بيته ثم اطنب على لسان رسوله في حب أهل البيت حتى جعل سبب عدم حبهم إحدى ثلاث خلال: رجل حملت به أمه في غبر حيضه، أو أتت به لغير رشده، أو منافق مبطن للكفر ومظهر للإسلام، ومن وجد في نفسه عدم ذلك الحب فليعلم أن ذلك لأحد الاسباب المتقدمة الثلاثة.
والمتتبع لكتب الكهنوت الزيدي وفتاوى ورسائل كهنتهم يجد ويكتشف مدى استهانة هؤلاء الكهنة باليمنيين بل واستهانتهم بالإسلام فقد عملوا فيه من التزوير والتحريف اعظم ما تعرضت له الامم السابقة من يهود ونصارى وتجرأوا على ان ينسبوا الى الله عزوجل ومحكم كتابه واقوال نبيه ما لم يقله الله ورسوله خدمة لهوى انفسهم وقد حان الوقت ان يستيقظ اليمنيون من غفلتهم ويعيدوا قراءة هذه الكهنوت وعرض هذه الخرافة الى عامة الناس وخاصتهم كي نستعيد ذاتنا اليمنية وديننا وقيمنا وحريتنا والله ولي التوفيق .
رابط رسالة الكاهن علي العجري المؤيدي انقر هنا